مرحبا أصدقائي القرّاء ،
تنويه : هذه التدوينة مليئة بالتساؤلات التي تراودني والتشويش .
الأسبوع الماضي أتممت العشرين عامًا -في التاسع والعشرين من جمادى الآخر- والحمد لله ،
في الواقع كنت متخوّفة جدًا من هذا العمر لكنني بلغته وانتهى ، عمومًا أعتقد بأني لو سُئلت عن عمري سأجيبهم مازلت بالتاسعة عشرَ ميلاديًا ، لسبب ما أجهله .
كنت أتعجب كثيرًا من قولهم أنّ المرأة لا تفضل سؤالين كمية، العمر والوزن ،في الحقيقة المسألة كنت أعارضها لكنني اليوم أظنني سأسايرها إلى الحين الذي أشعر فيه بأني بالفعل في عمر ٢٠.
في كل ميلاد أتم بِه سنة كنت أعدّ قائمة بالأمور التي فعلتها وتعلمتها خلال هذا العام والأمور التي أودّ فعلها خلال العام الذي سأبدأ به ، لكنني أيضًا هذه المرة ولسبب ما أجهله لم أعدّ هذه القائمة .
لا أظن بأنّ الكبر بحد ذاته مخيف ، وإنما حقيقة ما أنجزته خلال هذا العمر هو المهم ؛ بالنسبة لي على الأقل .
كم كتاب قرأته؟ كم إنجاز فعلته؟ كم تجربة جديدة خضتها؟ ما هو الدرس الذي تعلمته؟
أتساءل أيضًا عن الأشخاص الذين يحصرون أمانيهم في يوم واحد – يوم الميلاد- أعتقد بأنني أكثر شخص يتمنى على الإطلاق ، تتراوح أمانيِّ من بين أمور واقعية عليّ ان أبذل الأسباب إليها وأدعو الله بها ، إلى أمنيات مجنونة جدًا وقد ظننت يومًا بأنها مستحيلة.
إحدى هذه الأمنيات المجنونة تحققت ذات يوم بالفعل وآسفة جدًا لأنني لم أستطع خوضها كما أردت ، كانت أمنية تراودني طوال الوقت وربما إلى اليوم مازلت أوّد لو أنها تتكرر ، لكنني لم أفكر قط بكيفيتها أو وقتها أو مع من تكون ، وحين تحققت كانت بالوقت الغير مناسب أبدًا أبدًا.
أظنّ بأنني لن أعاود تكرار تمني مثلها من غير أن أتمنى الوقت المناسب.
عشرون سنة من عمري وأنا لازلت أكرر نفس التساؤل من هو الصديق الحقيقي ؟ وللأمانة فإني لا أظنّ بأنه من يعرف لوني المفضل أو طريقة تصفيفي لشعري أو حتى أسماء إخوتي ، كوني اجتماعية ولدي الكثير من العلاقات مربك جدًا أنا لا أعلم كيف أحدد بأنّ هذا من بينهم صديقي الحقيقي ، وكوني لا أملك سوى واحد في عمري هذا أظنه بأنه مُحبط ، أحيان أظنّه من يقف معي وقت حاجتي ، لكن قد يمنعه وقته وظرفه من هذا ، ماذا إن كان هو الذي يحملني في دعوته كل مرة ؟ ربما لا أحد هكذا ، هو من يهوّن عليَّ ما قد يحدث معي ، لكنني أعتقد في الغالب بأنّ من يفعل معي الأمور الجنونية هو أكثرهم قربًا ، لا أعلم كيف تصنفون أصدقائكم وكم لديّ صديق حقيقي و كم سيكونون بعد سنين وسنين ؟
ماذا عنكم أنتم؟ أخبروني
في الواقع أتمنى أن أكون غريب جيد عن أن أكون صديق سيء ، ولا أعلم هل أنا صديق حقيقي لأحدهم أم لا، لكنني أظنّ بأن الدعوات التي تصلنا بعد موتنا ستدلّنا عليهم.
أيضًا خلال هذه السنة ; وجدت أنه كثيرًا ما تبقى الكلمات التي دفعتني يومًا إلى الأمام تُخلد في ذاكرتي ، الحوار الذي أشعر بأن الطرف الآخر يتحدث مع قلبي وعقلي قبل أن يتحدث معي ، لا أنساه أبدًا .
قررت اليوم أن أبدأ بكتابة رسائل للأشخاص الذين فعلوا هذا معي ولم أستطع شكرهم بالطريقة المناسبة ، الشعور لذيذ جدًا جدًا وأظنه ثاني ألطف شعور بعد الحديث صريحًا لأحدهم عن مدى لطفه أو تعامله الطيب . بغض النظر إن كانت ستُقرأ هذه الرسائل أو لا ، أنا أشعر بالامتنان حقيقة تجاه هؤلاء الأشخاص وفي مرحلة ما من عمري لم أستطع التعبير لهم بالشكل المناسب، لذلك أنا اليوم أعوّض كل مافات برسائل بريدية .
للأشخاص الذين كانوا لنا مثلًا رائعًا أو ساعدونا في يوم للتقدم من جديد ، للغرباء الذين جعلونا ننهض من بعد سقوطنا ، لـ اللطفاء الذين يخبرونا بأنهم تذكرونا في صلاتهم بدعوة ، ممتنة لكم جدًا أنا أسعى لأخبركم بذلك بكل ما أستطيع ، وإن لم أستطع الوصول إليكم فإني والله أتذكركم بيني وبين الله .
اتركوا أثرًا حسنًا أينما استطعتم ، ازرعوا الورود في قلوب من حولكم، الشعور الذي تهدونه أحدكم يعود لكم ضعفه ،وأنت يا صديقي إن كنت لا تعرف كيف تشكرهم، أظنّ أن عليك التقدير على الأقل.
إن كنت قد مددت يد العون مرة أخبرني عن شعورك، إن كنت قد بعثت لأحدهم برسالة أو أخبرته صريحًا بشيء لطيف عنه أخبرني عن شعورك أيضًا.
أظنُّ أن العالم يرتدي طوق ورد ، يحلق كثيرًا كثيرًا، حين يُنشر الكلم الطّيب ، فماذا عن شعور شخص بهذا الحديث ؟
Yasser
/ ماي 6, 2014استاذه حنان. الله يمد في عمرك على الخير والطاعة…(افضل ان اكون غريب جيد يترك اثر وانطباع حسن مره افضل من اكون صديق سيء يترك اثر سي في كل مره)
الاحسان للناس صفة جميلة يعود اثرها على الفرد نفسه قبل المحطين به
احسن الى الناس تستعبد قلوبهم
حنان
/ ماي 7, 2014أهلًا ياسر ..
آمين وإياك .
حديثك يمثلني جدًا الرحيل وترك بصمة جيدة في قلب ما أفضل من ترك الكثير من السوء عند أحدهم .
ممتنة لقراءتك
be
/ ماي 7, 2014بارك الله لك في عمرك❤️
افضل أن أكون (قريبه ، أن يكون قلبي كجذع شجره يحمل ما شاكت به صدور أحبتي )
حنان
/ ماي 7, 2014وفي عمرك بثينة❤️️
الله ع لطافتك بس ()