ننمو على العلاقات البسيطة القريبة جدًا ، ثم ننشأ بعد ذلك لنخالط بيئات مختلفة وأماكن عديدة إلى ما وصلنا إليه اليوم من وسائل الاتصال الاجتماعي ، وفي كل مرة نكون الكثير الكثير من العلاقات ، وإن كان أحده أو بعض منهم نعدّهم في قائمة الأصدقاء فإنّ البقية ينطوون تحت قائمة العلاقات العامة ، مجتمعنا هنا (على البركة ) مانعرف أنه خطأ نتفاداه ثم بعد ذلك نتفادى الأشخاص الذين يفعلونه ، دون أي وعي آخر ، بلا مناهج تحدّثنا وتوعيّنا كيف نكون ، كبرنا ونحن على الأغلب نسير على أحاديث الأهل عن كيف يكون هذا الشخص طيّب أو لا.
لا أظن أني نشأت أبدًا على أنّ علي أن أخوض الكثير و أتعلم ، أو أن الشخص الذي قد يصدر فوضى وقت الفراغ من الممكن أن يكون شخص طيّب .
.
نمونا على ظهر التجارب ، رغم إحساس الأم بأن هذا الشخص ليس طيّب فإننا كنا نهوى التجارب ورغم حزنهم لإنزعاجنا منهم ، كنّا سعيدين بطريقة ما لأننا تعلمنا كيف يكون الشخص الغير مناسب، وكيف يجب علينا بألا نكون مثلهم ، وكيف أنّ التجربة قد منعتنا من الوقوع في الخطأ مرة أخرى ، حتى وإن أخطأنا مع شخص آخر.
على ذلك تعلمنا متى نبوح بمشاعرنا ومتى علينا الاحتفاظ بها ، متى نعدّ أحدهم صديق ومتى لا يمكننا ، و إن كان علينا الثقة بأحدهم أو لا.
.
كبرنا وصرنا نقدر على شراء الكتب التي ترشدنا، ومع التجارب التي علمتنا ، إلا أننا رغم هذا وإلى يومنا ومع كل تجربة جديدة وعلاقة أخرى مازلنا نضعف إلى الحد الذي يعطينا الأمل بأننا أصدقاء مقربين ، ثمّ نتقوى إلى الحد الذي لا يعنينا فيه أحد ، ومابين هذا وذاك إلى الوسطية مازلنا فيها نعيش ونأمل ونردد ؛ اللهم صديق دنيا وجنة ، اللهم صديق دُنيا وجنة.