مرحبًا مجددًا يا صحب ؛
مضى شهر على هذا الفصل الدراسي ، وأظن أنّ الكثير في المرحلة التحضيرية أو إن كانت لدى تخصصه سنة عامة مازال يرسم الكثير من الأفكار في خياله لـ التخصص/ القسم ؛ الذي يودّه .
.
.
منذ كنّا صغارًا و إلى اليوم تتناوب علينا الأسئلة عن ماذا نود أن نصير لو كبرنا؟ ماهي أحلامنا؟
.
.
وعلى الغالب فقد تكون الإجابة في طفولتنا حسب الشخص المحبب لنا أو شخصية كرتونية ما . حسنًا كبُرنا فهل كبرت معنا هذه الأحلام؟ أنا لا أود الخوض في تفاصيل ما أردت وما أنا عليه الآن. لكنني قررت أن أكتب هذه التدوينة علّ وعسى أن أبددّ من شعور الحيرة والتردد لدى كل شخص كان في موقفي ذات يوم.
.
.
كيف أختار التخصص المناسب؟
.
.
حسنًا لنبدأ منذ تخرجك من الثانوية العامة وتناوب الأفكار لديك ، لن أتكلم عن مدى سهولة اختيار علمي/ أدبي في الثانوية ، فبالتأكيد كنت تقرر حسب ميولك .
.
.
لكن اليوم الفكرة أوسع خصوصًا لخريجي العلمي من الثانوية هل أكمل تحضيري علمي في الجامعة؟ أم أحول إلى مسار إداري؟ بل بعض الجامعات لديها مسار صحي للتخصصات الطبية .
.
.
في البداية جرّبوا أن تأخذوا ورقة وقلم وضعوا التخصصات التي تميلون إليها ، تشعرون بأنك سوف تعطون فيها أيضًا ، ودعوا تمامًا التخصصات التي ستشعرون بالتأقلم فيها حيث سيأتي دورها فيما بعد .
.
.
أثناء اختياركم ابحثوا عن التخصص المطلوب سواء في محركات بحث او بعض الكتب التي تعطيك خلفية بسيطة عن التخصص المطلوب ، أو حتى اسألوا اقربائكم أو من تستطيعون السؤال عن تخصصه وابدؤوا بجمع المعلومات و هنا (
)،قد وضعت لكم رابط يمكنكم من البحث فيه بشكل مرتب وسلس عن الجامعات والتخصصات لديها وعن التخصصات نفسها وماذا تحتاج إليه للتخصص فيها وفرص العمل.

.
.
بعد ذلك فقرة التصفية والموضوع سهل جدًا ، ضعوا أهم ٣ – ٥ أولويات تهمكم في التخصص على شكل أسئلة وعلى سبيل المثال : هل مطلوب في سوق العمل؟ هل يناسبني المكان المُحتمل العمل فيه؟ وماهي أعلى الصعوبات فيه؟
.
.
وعلى ذلك سوف تتقلص لديكم الخيارات وتنتقلوا للتحضيري المطلوب ، وعن السنة التحضيرية وكيف عليكم أن تجتهدوا فيها قدر الإمكان وكل مافيها قد كتبت تدوينة سابقة كاملة عنها(
) والموضوع باختصار في السنة التحضيرية هو الضغط النفسي ليس إلا كما قد تحدثت في تجربتي الشخصية.

.
.
حسنًا الآن وصلتم للسنة التحضيرية للفصل الدراسي الثاني سواء كنتم علمي أو صحي أو إداري ، فالوقت قد قارب لاختيار رغبات التخصص ، والموضوع كله يعتمد على المعدل كما نعرف لذلك حان الآن وقت اختيار رغباتكم كما كانت وقت التصفية ، بالإضافة للتخصصات التي من الممكن التأقلم معها بالنسبة لكم ،لأن وكما هو دارج المطلوب على الأقل من ١٠-١٥ تخصص ، لذلك ابدؤوا بالتدريج بوضع التخصصات التي تشعرون بالتأقلم معها ، أو لديكم خلفية بسيطة عنها من بعد التخصصات المرغوبة.
.
.
أما إن كنت بالفعل تخصصتم ومازال لديكم اختيار القسم ، فالآن عليكم تقنين المعايير جدًا ، من جديد اكتبوا بعض الأسئلة أمامكم للرغبات التي تحيركم ولنفترض بعضًا منها علّ وعسى أن تفيدكم :
.
.
– ماهي الخطة الدراسية لهذا التخصص؟ ( وسهل جدًا ومتاح في المواقع الجامعية الخطط الدراسية للتخصصات بشكل واضح و كامل)
– ماهي الفرص الوظيفية لهذا التخصص؟
-ما مدى مناسبة أماكن العمل لي؟
– اذا كنت اود إكمال دراستي العليا ، ما مدى توفر التخصص لي في البلد وخارجه؟
– ما مدى صعوبة المواد بشكل عام؟
– هل يحتاج التخصص لـ العمل الكثير أم أنه يعتمد أكثر على الاختبارات؟
– هل هناك من أعرفه في هذا التخصص وبإمكاني استشارته؟
– هل السلم الوظيفي لهذا التخصص يناسبني؟
.
.
على هذا الغرار يمكنكم كتابة الأسئلة المهمة بالنسبة لكم وإجابتها .
.
.
كلنا نعرف أنه قد تتعارض رغباتك الخاصة مع رغبة والديك مثلًا ، أو أخيك الذي يكبرك سنًا ، ومن هذا القبيل.
.
.
جرّب أن تضع رغبتهم لك على القائمة إن وددت ، قارنه بالبقية وبما تريد وانظر إن كان بالإمكان أن يصبح إحدى اختياراتك ، وإن غادر القائمة فلا بأس ، أخبرهم بمدى أهمية هذا التخصص وشغفك نحوه ، قد يرضيهم ذلك أو لا ، لكنك في الأخير لن تخسر شيئًا .
.
.
لا تضع نفسك في تخصص تبغضه لأن الجميع يقول انه في نهاية المطاف له دخل عالي ، أو أنه له مستقبل واضح ، الحياة أقصر بكثير من أن تغادر منزلك كل يوم من أجل شيءٍ لا تحبه ، وما لا تحبه صدقني لن تستطيع أن تعطي فيه.
.
.
أيضًا قد تكون من الأشخاص الذين يتأقلمون بسرعة ويستطيعون بذل جهدهم في أي تخصص كان ، وهذه ملكة لا يملكها أي شخص ، لذلك إن كنت فعلًا لا تستمتع بتعلم أي شيء ولا تشعر بأي ميول فلا بأس بأن تدخل تخصص لأن عمله أخف من غيره لأنك تحب الراحة، أو تخصص له دخل عالي لأنك تودّ بالأخير هذا الأمر.
.
.
ليس شرطًا أيضًا أنّ مالا يعجب الآخرين لا يعجبك أو ما يناسبهم لا يناسبك ، من الممكن جدًا أن يخبرك أحدهم بصعوبة هذا التخصص ومدى سوءه بينما يكون بالنسبة إليك سهل إلى متوسط المستوى.
.
.
لم أسعى قط في هذه التدوينة لوضع أمثلة لتخصصات معينة أو حتى مقارنات بينها للبعد عن التشويش في أذهانكم، وتذكروا دائمًا بأن اختياركم هو المهم.
.
.
عمومًا وفي الختام ؛ استخيروا قبل كل أمر ، وإن أردتم استشيروا ، اسألوا مسبقًا وابحثوا جيدًا فكل الوسائل اليوم متاحة لك. ضعوا رغباتكم صوب أعينكم وشدوا الهمة إليها ، أما إذا كان بالرغم من كل هذا لم يتحقق التخصص المرغوب ، فثقوا تمامًا بأن الأمر خيرة لكم ، أينما كنتم وكُتب لكم الأمر عليكم أن تتأقلموا جيدًا معه ، أن تتعلموا كيف تستمعون بما أنتم عليه طالما لم تنالوا ما أردتم.
وييُقال “ربّ خيرًا لم أنله ، كان شرًا لو أتاني” .
هنا للسؤال عن أي أمر قد أستطيع مساعدتكم فيه
أو اتركوا استفساركم بالتدوينة .