لديّ مايكفي لأقوم به*

IMG_4543.jpg

من كتاب “لماذا نكتب”

أهلًا بالقرّاء أينما كنتم..

.

تساؤل جديد فعلًا قادني للكثير و لست بالطبع أجد إجابة شاملة لأي تساؤل ولكن على العموم التساؤل بالنسبة لي مبعث للفضول الرائع، و ما هو الفضول الرائع بالنسبة لي؟ تستطيع القراءة عنه هنا.

 هل نحن مهوسون بالنشر؟ وما هو النشر؟ نشر أفكارنا، صورنا، حياتنا، أي خبر قد يطرأ أو أي حديث قد يخطر ببالك، و قد تقول بكل ببساطة لا.

.

 

 

سؤالي يعود طبعًا لأنني أرى فعلًا الكثير من التصرفات التي تثير الضجر دومًا وفي أي مكان، والتي ظهرت فجأة من اللا شيء بشكل مرعب و منتشر.

 

في البداية بإمكانك فعلًا معرفة ماتريد ومالا تريد بكل أريحية بمجرّد متابعتك لشخص ما في وسائل التواصل الاجتماعي وبالتأكيد ليس الجميع، ولكن يظل باستطاعتك معرفة الكثير من خلال إحدى الوسائل أو عن طريق التنويع بينهم، حسب طريقة النشر المحببة للطرف المعني.

 

.

ما أراه بشكل واضح جدًا وجليّ في المناسبات البعيدة و القريبة غالبًا وليس نادرًا هو أن الأغلب يمضي وقته على الهاتف النقّال و إن كان يكتب في تلك اللحظة “أنا لستُ بشخص اجتماعي” و نحوه من الكثير من الأحاديث التي قد تُشعرك بأنه في عزلة رغم تواصله المستمر مع أشخاص مختلفين قد يعرفهم أو لا من خلال وسائل التواصل بالطبع. و لعلمك عزيزي القارئ نعم هذه ليست بُعزلة ولا تعني بأنك لست شخص اجتماعي.

 

مالذي يغلب على كل هذا؟ التصوير نعم و غالبًا لـSnapchat بشكل يُشعرك بأنّ الحياة ستتوقف إذا أكلت من الطبّق قبل تصويره، لا لست أبالغ والله، منذ فترة طويلة -باستثناء منزلنا الحبيب- لم أتناول وجبة لذيذة بدون فقرة “استني قاعدين نصور“، و المشكلة أيضًا بأن فقرة التصوير ليست بيسيرة فعلًا، فبعدها فقرة اختيار الفلتر المناسب و من ثمّ فقرة هل هذه الصورة المناسبة و يليها إن ساء حظّك أو في معظم الأحوال ” اصبروا بصوّر صورة ثانية“، لا تعلم هل تشتم الجوع أم البرامج أم مخترعيها، لأنك بالطبع لا تريد شتم الآخرين في عزّ جوعك.

.

.

jabertoon.jpg

المشكلة العُظمى من يقول ” كيف عرفوا إننا..” و هم في حقيقة الأمر لم يتركوا صورة إلا نشروها ولا حديثًا حصل إلا كتبوه، وعلى وعي تامّ بأن هؤلاء الأشخاص مُتابِعين لهم بإرادة كلًا من الطرفين.

عمومًا ماذا وجدت أثناء بحثي؟ الكثير من الإحصائيات سأضعها هنا و المصادر ستكون بآخر التدوينة للرجوع إليها.

.في البداية و بشكل عام فإنّ عدد سُكان الأرض حوالي 7 بليون، مايُقارب 3 منهم لديهم حسابات على الانترنت و بقية الإحصائية يمكنكم مشاهدتها في الصورة ادناه.

s.7non18.wordpree.png

حسنًا،  هل الأمور بازدياد؟ أظن أن الأمر واضح جدًا بالصورة و لكن المهم هنا هو أن الحسابات الفعّالة بمختلف الوسائل تزيد بنسبة 10%!

s2.7non18.wordpress.png

.

.

من يستخدم هذه الوسائل؟ 91% من أصحاب العلامات التجارية لديهم حسابين أو أكثر في وسائل التواصل الاجتماعي ناهيك عن وجود تسويق آخر من أشخاص مُختلفين للإعلان عنهم حسب إحصائيات يوليو بـ2015. وهي بالتأكيد فرصة رائعة للقرب من الزبون أينما كان ومعرفة احتياجاته و استغلال ما يظهر من أحداث مختلفة للقيام بإعلانات قدر الإمكان.

3.7non18.wordpress1.7non18.wordpress

سأضع لكم بعض الإحصائيات حول عدد الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي: Facebook   أكثر من واحد ونصف بليون حساب، YouTube أكثر من بليون ،Instagram   حوالي 400 مليون مستخدم، Snapchat 100 مليون، Twitter 320 مليون، و WhatsApp 900 مليون مستخدم!

.

.

الإحصائيات ليست مخيفة أو غير متوقعة لكن العالم تنشر فعلًا، وهل هذا الأمر سيء؟

في عام 2015 قُدرت أرباح وسائل التواصل الاجتماعي بما يُقارب8.3 بليون من الإعلانات، وهذا للوسائل فقط و ليس للمستثمرين من خلالها و المعلنين على حساباتها و الشركات المُعلن لها أيضًا!

.

أيضًا 38% من المنظمان تخطط لأن تضع 20% أكثر من مجموع إعلاناتها. وبالمقابل فإن 78% من أصحاب الشكاوي يتوقعون الرد عليهم من خلال حسابات الشركة الخاصة بـ Twitter في غضون ساعة وهذا أمر مرضي نوعًا ما بالنسبة للزبائن كما يُحتسب نقطة لصالح الشركات.

.

.

ماذا عن البرامج بشكل خاص؟

أصحاب Snapchat يشاهدون ما يقارب 6 بليون فيديو بشكل يومي ،Google  تحصد مئة بليون عملية بحث بشكل شهري، Facebook تستقبل يوميًا 500,000 مستخدم جديد، و بالمقابل Twitter لديه 320 مليون مستخدم نشيط و 500 مليون تغريدة تُنشر بشكل يومي!

.

YouTube أيضًا يُرفع على منصته 300 ساعة من الفيديوهات المُختلفة كل دقيقة! بينما في Instagram   أكثر من 80 مليون صورة تُرفع بشكل يومي.

.

قد تبدو لكم الإحصاءات مملة لكن أظن أن عليكم إلقاء نظرة عليها ولستُ ممن يهوى نشرها وتصديقها ولكن كل هذه الإحصائيات من وسائل تواصل اجتماعي لدى شركاتها الحرص التام على معرفة كل هذا لإبقاء برامجها حيّة بمختلف الوسائل و التحديثات المثيرة لاهتمام المستخدم.

.يوجد الكثير الكثير مما يُطرح على مختلف المنصات، و على المستخدم فعلًا أن يعرّف كيف يتلّقى كل ذلك بانتقائية قدر الإمكان فبقاءه لمدة طويلة مقابل كل هذا سيأخذ وقتًا و يترك تأثيرًا و إن حاول ألّا..

.

.

ولكن ليس هذا موضوعنا، الموضوع هو هل فعلًا نحن مهوسون بالنشر؟

لن أحكم عليك لكنّ عليك أيضًا أن تتجنب الكذب على نفسك نوعًا ما و معرفة حقًا ما تفعله، هل أنت ممن يشارك حياته مع الآخرين، مكانك و الزمن وماذا تفعل ومع من، و صورة لأوقاتك المختلفة و طعامك اليوم واحتفالاتك، إنّ أمورًا هكذا بدأت منذ فترة باختلاف الأغراض فمنهم من يُحب أن يشارك كل شيء بدلًا من أن يشعر باللحظة –إن كان يوّد-، بعضهم يراها طريقة لجمع المتابعين المهتمين بمتابعة كل من يريد الآخرون منه أن يتابعه –حرفيًا-، الآخر يراها كسب للمتابعين ومن ثمّ المال من خلال الإعلان عن كل منتج في الحياة، و الكثير وجدها طريقة للشهرة لتسهيل أمور غير منتهية عليه من خلال كسب علاقات مُختلفة أو مُحبين سيقدمون كل شيء.

.

كل ما سبق ذكره يمكنك الاستفادة منه، يمكنك فعلًا الالتحاق بوظيفة لأنك شاهدت إعلان عنه بوسيلة تواصل، أو لأن شخص ما بوسيلة التواصل يعلم بأنك بحاجة إلى مثل هذه الوظيفة، يمكنك كسب صداقات و اكتساب معرفة جديدة واكتشاف موقع رائع و الالتحاق بدورة كنت تنتظرها.

لكن هذا لا يعني بأنّ تُقلب الاجتماعات العائلية أو بين الأصدقاء أو حتى في وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة حيوات الآخرين و مشاكلهم و أمورهم و كأننا حرفيًا لا نملك حياة!

.

ما لأي شيء إلا أثران إيجابي و سلبي، ومالك سوى أن تحدد ما تريد، قد لا تستطيع تفادي كل سيء وقد لا تكسّب كل ما هو مذهل في هذه التقنيات المختلفة قد تكسب رزقك من خلال كل هذا و قد تخسر الكثير لإضاعتك بعض الوقت على أمور لا تستحق.

.

تستطيع التعبير عن مشاعرك، مشاركة أفكارك، خلق مشروع مع آخرين مهتمين بما لديك، لكن لكل شيء حدود بالطبع، ولكل شخص حريته، و رغم هذا عليك أن تتحمل مدى حريتك، قد تتلّقى نقد أو شتم و قد يُنشر عنك إشاعة لا تطيقها، قد تكسب من أمرٍ ما و قد تخسر آخر.

 .

في النهاية أنتم وحدكم من تحددون من أنتم من خلال طريقة النشر. و لكن أيضًا حاولوا قدر الإمكان أن تجرّبوا  عيش اللحظة أن تتعلموا الاستمتاع بها أكثر.

مصادر الإحصاءات أعلاه من 1و 2.

ملاحظة:قد يكون بعض التعليق على مشاهداتي لما يحدث مُبالغة، أو نوع من السُخرية لأن ما يحصل يثير الضحك في بعض الأحيان.

الإعلان
المقالة السابقة
المقالة التالية
أضف تعليق

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

  • الأرشيف

  • Goodreads

  • تحديثات تويتر

%d مدونون معجبون بهذه: