هل جميعنا أناني؟

IMG_2766

أهلًا جميعًا ..

.

.

في حياتنا أمور كثيرة اعتادت على أن تسير على نمط معين أو على الأحرى بشكل متداول معروف. ومع الوقت أصبحت ميزة ومع الميزة أصبح نمطها مختلف.

كيف؟

حسنًا سأبدأ بمثال بسيط: التطوّع، في البداية كان المعروف عن فكرة التطوع هو العمل بدون أجر، كعمل خير فقط.

ومن ثمّ بدأت المؤسسات تفضّل المتطوعين المتقدمين للعمل لديها عى غيرهم، نظرًا لأن الصورة المبدئية التي يقدمها هذا المتقدم هي إمكانية العمل و حبه و إن كان بدون مقابل، بالطبع هذه ميزة رائعة فمؤسسة تحمل مشاريع مختلفة و تريد القيام بعمل إضافي، أو عمل للمجتمع أو حتى احتياج موظفين خارج ساعات الدوام سيجعل المتطوّع لامعًا في عينيها.

.

.

ثمّ ترى الكثير الآن يسعى بكل جهده للعمل في أي مكان تطوعي للحصول على مرفق بعدد ساعاته للاستفادة منها في مجال وظيفته فيما بعد.

.

.

الآن في حال وددت الانضمام لأي مجموعة تطوعية قد تجد حتى شروط للانضمام مع انها تطوعية، بالتأكيد هذا الأمر ضروري للتأكد مثلًا من انضباطية المتقدم وغيره، لكن المشكلة أنّ بعض الشروط تكن كالتالي: قد سبق له التطوع.

هذا الأمر يعيق حتى الذين يودون التجرّبة و المساعدة من الانضمام لهم.

وقد تضع هذه المجموعات مثل هذا الشرط للتأكد من أنّ المنضم قد قام بذلك ولديه خبرة على الأقل فيما يعمل، لكنه بالفعل يعيق من يوّد المساعدة بشكل طبيعي.

.

.

لستُ أرى أن في الأمر سوء من أنّ الشخص المتقدم لعمل تطوعي يوّد إثبات بعدد ساعاته وخلافه، لكن أما زلنا نعمل من أجل داعي فعل الخير فقط؟ أم أننا بشكل ما حولّنا هذا إلى نوع من الأنانية؟ ومحاولة الاستفادة من أي فرصة فقط من أجل دوافعنا الخاصة.

.

كمن يقوم بعمل بطل ليُثنى عليه، لا لنية المساعدة فحسب.

.

نحن كبشر لا نقيس نوايا الآخرين، ومالنا سوى الظاهر. وبعد لا يهمنا في الأصل معرفة نواياهم، فخيرًا إن فهمنا نوايانا بالأصل.

قد تختلط علينا أفكارنا، و قد نشوّش ولا نعلم لماذا نفعل/ لا نفعل هذا الأمر بالفعل، لكنه قد تكون بكل وضوح النية لعمل الخير و قضاء وقت الفراغ و أخذ شهادة على ماقمت به.

.

.

هل جميعنا أناني؟ سواء بشكل أو بآخر.

قرأت مرة اقتباس لأرسطو يقول فيه:

حتى مع الموقف البطولي نحن لم نبرح حقل الأنانية، لأن أولئك الذين فقدوا حياتهم من أجل الآخرين قد اختاروا الأعظم و الأجمل لأنفسهم.

 

فهل تعارض نوايانا أفعالنا ونتائجها؟ هل النوايا المختلفة تغيّر من قيمنا ومانفعل؟

.

أعتقد شخصيًا إذا كان الأمر بشكل مباشر وسريع، كأن يحدث لشخص ما في الوقت اللحظي أي طارئ وقام أحدهم بمساعدته بشكل تلقائي بدون تخطيط، فهنا فعل الخير غالب على أن يكون شعور أناني.

بينما الأمور التي تحمل نوعًا ما من التخطيط، كتقديم المساعدة للحصول عليها بشكل متبادل أو لأجل شعور رائع يأتيك بعد العطاء، فقد يغلب شعور الأنانية هنا على غيرها.

لكن يظلّ العائد من عمل الخير سواء شعوريًا أو بدعوة من الطرف الآخر أو حتى الأجر هو أمر ديني عظيم يحفّزنا لذلك أكثر و أكثر.

.

أعود لأترك لكم السؤال: هل جميعنا أناني؟

مخرج: المهم ألّا ننسى قط نيّة عمل الخير، و إن كان مقصدنا الأساسي منفعة دنيوية.

 

المقالة السابقة
المقالة التالية
أضف تعليق

2 تعليقان

  1. Rahaf

     /  أوت 29, 2016

    اهلا حنان
    برأيي كل شخص تكمن فيه هذه الصفه لكن القوه تكون في الذي يحاول إبعادها عنه بشكل من الاشكال.

    رد

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

  • الأرشيف

  • Goodreads

  • تحديثات تويتر

%d مدونون معجبون بهذه: