كيف يمكن أن يحمل الشخص صفتين متناقضة؟ أو مزاجين متفاوتة؟ كيف يمكن أن يكون اليوم في بدايته شديد في إعطاءك السعادة، و يغادرك و أنت كئيب؟
.
إنه شهر التضاد بالنسبة لي، و الحمدلله أولًا و أخيرًا.
في البداية، لم يتوقف الشهر عن إبهاجي كما بمايو، كل يومين يحضر لي أحدهم بعضًا من الكعك و هدية للتخرج، و احتفال بسيط كما أحبّ
.
وفي حال تفكرون القيام بأي مناسبة قريبة يمكنكم العودة لتدوينة الشهر الماضي، فيها من التفاصيل ما يضمن الشمول بإذن الله من أجل اجتماع مُعدّ بحبّ.
كما أنني حمدت الله كثيرًا على أنّ شهر رمضان كان خالي من العمل ليس كسابقه، العمل في رمضان يأتي بشعور آخر، شعور لست أحبذه شخصيًا على الأقل، و لست أتحدث من باب الجوع أو العطش ونحوه. بل طريقتي في الشعور برمضان!
.
عمومًا واتتني فيه وعكات صحية، دخلت على إثرها المستشفى و احتجت لتدخل جراحي أيضًا، و كل الحبّ و الدعم المعنوي كان حولي مكثفًا جدًا لدرجة بدوت أنا القوية أمامهم.
.
كان امتناني فيه مكثفًا جدًا حول الحبّ غالبًا، و أرجو أن يصل معنى الحبّ فعلًا بما أقصده. امتناناتي أيضًا كانت للمفاجآت/لفرحنا من فرحة أصدقاءنا/للتخرج للتخرج!/ للاجتماعات اللطيفة/ للقدرة على الامتنان بحد ذاتها/ للأصحاب في ساعة الجد كما في ساعة اللهو/ للعافية/ للقدرىةعلى الصمود قدر الإمكان/ للمفاجأة مرة أخرى لأشخاص مثلي يفسدون دائمًا فرص حدوثها لول
. للكثير أيضًا كما تعلمون فإني لا أكتب كل امتنانات الشهر هنا.
.
تخبّط نظامي كثيرًا خصوصًا بما يتعلق بنومي، في رمضان، و من أجل صحتي أيضًا. لكنني رغم ذلك أتذكر ليالي الدراسة و أحمد الله كثيرًا، على الأقل تعبي هنا ليس مرتبط بدوام علي أن أعود له
. و رغم أننا تجاوزنا النصف الأول من 2017 و لأنني توقفت كثيرًا لأسباب طارئة إلا أنني جدًا راضية عن مستوى تقدمي بناء على الخطة التي وضعتها. ليس لشيء مذهل أنجزته أو غيره، بل لأن مشيئة الله دائمًا هي الأفضل.
.
استقبلت أيضًا الشهر الكثير من الورد من أجل كلا السببين أعلاه، اكتشفت مؤخرًا -بحكم أنني لست أتلقى الورد بهذه الكثرة- على قدر حبي للورد إلا أنني وجدتني أتضايق فعلًا عند ذبلانها، أشعر بالذنب!
.
كتب الشهر:
الكتاب الأول مهدّى إليّ من شخص عزيز جدًا على قلبي من الصعب أن أتحدث عنه، لكن من يحب كتابات الطنطاوي سيحبه. ولأنّ لديّ بعض التحفظات على طريقة كتابه إلا أنني قرأته من أجل صاحبه وهو عبارة عن سلسلة من المقالات بمواضيع مختلفة.
الكتاب الثاني: ليس أول كتاب يمرّ علي بهذا النمطّ، يتحدث عن قصص نجاحات و غيرها، أسلوب الكاتب رشيق لكن نوعية الكتاب ليست مفضلة بالنسبة لي، و صلتني عليه توصية فيما سبق لذلك قرأته.
الكتاب الثالث: أحببته كثيرًا، رغم أن هناك بعض الصفحات -ليست بقليلة- تحوي على حكم متفرقة وبعضها بأبيات شعر، و أنا أفضل الاستطراد مادامت هناك فائدة. يتضمن حكم ووصايا مختلفة، تفسير لبعض الآيات، و بعض الرقائق و الزهديات.
الكتاب الرابع: قرأته بناءً على الكثير من المدح، لكنه عادي بالنسبة لي، كتاب خفيف عمومًا وذو لغة سهلة، ليس بالسيء لكن يظل محتواه بسيط جدًا. و لست أعيب على الكتب البسيطة إلا أنها تناسب أيام مختلفة عمومًا و سأعود بإذن الله لاستكمال سلسلة كتب خفيفة للأيام الثقيلة.
.
ما أعرفه اليوم عن حق هو أنه من الطبيعي أن نتراجع، من الطبيعي أن تتغير مشاعرنا و إمكاناتنا وقدراتنا، من الطبيعي أن نغير الطريق أيضًا، المهم أن نكون مرنين قدر الإمكان حتى لا يكسرنا فكرة أننا نبتعد قليلًا عما نريد، ما أتمناه، هو أن أبقى موقنة دائمًا بأن كل مايحدث هو الأفضل، لأنه من الله.
تأملات الشهركختام:
- الصلاة وحدها شفاء القلب.
.
- “قال كذلك قال ربّك وهو عليّ هين” ذُكرت مرتين في سورة مريم، بعد تحقيق الله لدعاء زكريا حتى بعد وصوله لعمر كبير، و كون امرأته عاقر، و ذكرت حين أراد الله لمريم أن تنجب عيسى رغم أنها لم تكن متزوجة و لم يمسسها بشر من قبل. الدعاء أولًا و أخيرًا، بكل يقين وطمأنينة بأن ما هو مستحيل على النفس وصعب أن تصل إليه يبقى على الله هين.
.
- الحياة تثبت لي مع الأيام أن الدعم المعنوي يحدث فرق هائل ومبهج!
.
- الحياة تعلمني بقدر ما يتحسن تخطيطك و وضعك للأهداف، يظل هناك أمور خارجة عن السيطرة، و هذا يثبت في كل مرة أن اجتهاد الإنسان دائمًا لا يتجاوز قدر معين، و الخيرة دائمًا فيما اختاره الله.
أتمنى أن شهركم كان بديعًا، و أن القادم يبدو كما تحبون و أكثر
مدونة حنان 