كم هي موجزة وبسيطة “لا شيء”، ليس لأنّ لا شيء يحدث بل لأن مايحدثّ لا يمكن أن يوصف، أو لأن ما يحدث لا يغير من أي شيء.
.
“لا شيء” حين تمتلئ بالكثير والتفاصيل الممتعة و تشعر بأنّ أيامك و إن لم يكن فيها مايثير الاهتمام كليًا لأي أحد، إلا أنها تحمل مايكفيك من شعور يملأك بكل ماتبتغيه النفس من اكتفاء.
.
“لا شيء” حين تمتلئ بالكثير مما لم تتوقعه يومًا، الكثير مما لا يمكن الحديث عنه لأنه كثير بما يكفي لأن تفكر فيه وتحاول حله أو تستكشف على الأقل كيفية العيش بوجوده.
.
“لا شيء” حين يكون الأمر بسيط يليق بشخص مقّرب تستطيع أن تخبره عن مذاق قهوتك البارحة مقارنة باليوم بدون أن يخطر على باله حتى أن جزءًا من حديثك غير ممل.
أو “لاشيء” حين يكون الموضوع عميق، لا يمكن أن يكون إلا مع المعني، و لا يمكن أن تكون مع المعني أيضًا.
.
ومع قولها لا الحزن يتلاشى ولا يتضاعف الفرح، هي فقط الحل الأمثل حين يسألك أحدهم على عجل “مالجديد؟” والحل حين تصادف شخصًا يقرأ الوجيه ليسأل “ماذا بك؟”.
.
كبشر، ومع محادثاتنا اليومية، و اللقاءات السريعة، نحن نعرف ماذا يُقال وماذا لن يكترث له الآخرون كفاية، ولهذا نتصالح مع أن نبقي بعض الأحاديث و إن كنّا نعرف أنها ستثمر في صدر أحدهم زهرًا، أو أنّ قولها سيخفف عن النفس الكثير ويروي القلب مطرًا.
.
نحمل معنا الكثير من الجمل والكثير من الأقوال، ونتداول الكثير من الحديث صوتًا و كتابة، و نجدد المصطلحات المستخدمة والدارجة، ونضيف الكثير من الـEmoji كنوع من الدلالات التي تضيف للآخر حالتنا أثناء الحديث، رغم أننا مع ذلك نستخدمها كما نحبّ، و رغمّ أن الكثير قد يتحدث من دون أن يغير من ملامحه ونبراته أو لغة جسده.
.
لكننا رغم ذلك نقول الـ” لا شيء” كثيرًا، لأنها في كثير من الأحيان تكفي، وفي كثير من الأحيان تسهّل الأمر، و في كثير من الأحيان تقنع الآخر أيضًا رغم أنها غير معنية.
سُ
/ نوفمبر 1, 2017جميلة جدًا
تصف الكثير من مواقف حياتنا
شروق
/ نوفمبر 10, 2017لاشيء ايضاً يصف جمال كلماتك
fatimah Hussain
/ جانفي 4, 2018تدوينة رائعة 👌