مساء الخير..
كنت أركض طيلة هذا الشهر، الحديث حوله يطول ويفضّل أن يبقى للأقصوصة الشهرية، من المفترض أنني كتبت هذه التدوينة منذ منتصف نوفمبر عمومًا، لكن الأفضل أن نصل عن ألا نقوم بذلك على الإطلاق، صحيح؟
دائمًا ما أفكر في الأمور التي غيرت فيني كثيرًا، الأمور التي مع الوقت شعرت بأن تغييرها جذري، ومحتوم ونتيجته مستدامة على الأغلب، كما كنت أقول دائمًا حول التغيير المستمر ومدى ثباته، وكما حدثتكم عن تجربتي مع الامتنان أيضًا.
هناك أشياء كثير ومواقف عديدة غيرت مني، وبلورت الشخص الذي أنا عليه اليوم، والذي قد يتغير بالغد أو بعد غد، المهم أنها تتضح مع الوقت بشكل أكثر. الكوميديا مثلًا!
كيف ساعدتني الكوميديا على المضي؟ *الصورة في أول التدوينة، تمثل الابتسامة الحالية في كل موقف يواجهني هذه الفترة.
كلنا نمر بأمور مختلفة وظروف معينة وأحداث تجعلنا نتجه أكثر نحو الدراما، وعمومًا لكلٍ منا الأحقية في التعامل مع مايواجه بطريقته الخاصة، لكن الكوميديا علمتني فعلًا كيف أسخر من الأمور كلما ساءت، أن أرى المواضيع بشكل بسيط جدًا مهما بدت لي هائلة، أن أسخر حتى من ذاتي إن لزم الأمر، لأن الكثير مما يحدث فعلًا مضحك بطريقة كوميدية سوداء للغاية.
أهي الكوميديا فحسب؟ لا أعلم لكن المقدرة على الضحك وتصغير الأمور قدر الإمكان، ساعدني كثيرًا، محاولات المضي أفضل، والعبور خلال كل المواقف التي ظننت أنها كارثية صار أسهل. وبالطبع ليس الموضوع هو اختلاق السخرية من كل شيء وولكن محاولة وضع الأمور بمقدارها الصحيح والضحك على كل الأمور التي لن يجني التفكير بها بأي شيء كان أفضل ماحدث لي. هي وسيلة جديدة تعلمت بها كيف أواجه الكثير.
أمر آخر تعلمته من الكوميديا، هو محاولة فهم الأمور من زاوية أخرى، هل مرّ ببالكم تدوينة وجهة نظر؟ حسنًا الأمر أوسع من ذلك المنظور أيضًا، الفكرة هو باستيعاب أن مايحدث لك يحدث للكثير، أسوأ ربما أو أفضل، لكن عمومًا وغالبًا كل تلك الحوادث اليومية وبغض النظر عن ردة فعلنا، مشاهدة كيف أن الموضوع طبيعي بين الجميع كالغضب بين الأصدقاء، حوارات العائلة، أمور كثيرة أخرى لا أود التطرق لها هنا. كل هذا وأكثر يعلمك فعلًا معنى التقبل واستيعاب بأن كل هذه الأشياء تحدث لنا جميعًا، ونستطيع السخرية منها حتى في وقت غضبنا.
للأمانة أكثر ما استفدته هو الضحك حتى على ذاتي حين أقرر وضع الأمور في غير نصابها، لست ضد الآخرين لكن المثال أدناه مضحك كفاية!
التجاوز،خصوصًا لشخص مثلي، أعد وأخطئ في عدد المرات التي أقع فيها في مواقف محرجة وغير قابلة للحديث حولها حتى، أن تتقبل مرارة الموضوع شيء، وأن تتقبله بسخرية هو أمر آخر ألطف وقعًا على الذات.
أستطيع الحديث عن عشرات الأشياء التي غيرت فيني وعلمتني الكثير، لكنني خصصت الكوميديا هنا لأنها لم أراها يومًا غير وسيلة ترفيه لا أكثر، أقرأ حاليًا كتاب للعقاد حول فلسفة الضحك! وأضحك كثيرًا أمام كل تلك العقبات التي أراها في كل مكان، ليس لأنها لا تؤثر بشكل أو بآخر، ولكن لأن الضحك حول الموضوع يخفف من ثقله الكثير.
ختامًا، “تمسيكة” الفترة هي “cool, cool, cool..” أمام كل الأمور الغير متوقعة، والتي تقفز أمامي في كل مرة.
Bashayr
/ جانفي 3, 2019اتفق معك تماماً اسميه أحياناً العلاج الكوميدي