قد تمر بتقشف الكلمات، وقد تتدفق في عقلك بلا توقف. أن تتلو النص على نفسك من غير كتابة، ثم تعود لتحاول صياغته كما تتذكر. لطالما آمنت بأنّ حب الأشياء والاستمتاع بها لا يعني أن تجبر روحك على أن تعملها لأجل مقابل.
لم أؤمن يومًا بالمثالية، لم أسع لها، ولست أراها هدفًا أو واقعًا حتى. شعرت بالإحباط في مراتٍ كثيرة لأنني خططت لأمور لم تحصل، بالمقابل شعرت بالامتنان فيما بعد لأن غيرها حدث. مازلت أتذكرني في عمرٍ صغيرٍ جدًا، أقوم بعمل الأشياء كما أحب، لا أتذكر أنني في يومٍ ما اكترثت لقول أحد، رغم أنه من الممكن حدوثه. لبست ما أحب، كررت الكثير من القطع، لا أعمل شيئًا لا أشعر به سوى استثناءات رضا الوالدين، لعبت وعملت ما أراه يناسبني، رغم أن الكثير يراه ضربًا من جنون، لكنه شيء عادي. لا أعرف لماذا المبالغة في بعض الوصوف، لا أعرف لما يحدث أن تصلني رسائل إطراءً في مثاليتي، رغم أنني بشر كما البقية، لا شيء أكثر. أحزن وأفرح، أغضب كما أقفز سعادةً. وينهش القلق من روحي كثيرًا.
يؤذيني ويضعف مناعتي، رغم أنني أحاول مداواته بالتأمل والمشي والقراءة والأصدقاء، لكنه يفعل. يحب الكثير قولبتنا بشكلِ ما، لكننا في آخر اليوم كلنا سواءً. لايوجد أحد كامل، ولسنا جنة. رغم إيماني بأنّ هناك من يرانا كذلك. مثل “جدة” التي لا أعتقد أنني كتبت عنها مذ وفاتها، لازلت أتذكر الخبر، كنت أمشي بلا توقف، خوفًا أن يلتهمني القلق، حتى جلست، تكورت، وصرت أبكي كما الطفل، لا أحد فعلًا رآني كما رأتني. لا أحد كان ينظر إليّ كما هي، لا أحد كان يتحدث عني كما فعلت.
حوار من رفيقة تقول فيه “لما أمي (جدتها) ماتت، كنت أقرأ القرآن فحسب، كانت طيبة جدًا، أؤمن بأنّ الله سيرحمها” أي يقين هذا؟ لا أعرف إن كان يتذكر الآخرىن حديثهم، لكن هناك كثير من الحوارات عالقة في ذهني مهما بدت بسيطة.
يخيل لي في أيام أنني قوية كما لا أحد، صلبة. رغم أنني مرنة وأعرف كيف أتكيف جيدًا وأحمد الله كثيرًا على ما أنا عليه. لكنني إنسان، ويالضعف الإنسان. الله وحده هو من يمد بالقوة. لا أعرف كيف أصف شعوري دائمًا في كل لحظة يضغط عليّ المرض فيها، وأستنجد يارب القوة والرحمة. وأشعر فعلًا وقتها بالقوة، لأنه الله. لأنني أعلم أنني بدونه لن أكون.
مازلت أتذكر كيف كانت تتناولني الحمى في صغري، كيف كنت أحاول الابتسام في وجه أمي لأنني أراها تتأذى دون ذنب، لكنني لست أفعل ذلك الآن، لا أعرف لم، لكنني أحاول الاستراحة في كل وقتٍ أمرض بدل أن أقاوم، أليس المرض باستراحة محارب؟ أليست طريقة الجسد لتخبرك أنك تضغط على روحك أكثر من اللازم؟
بالمناسبة، كيف بإمكاننا أن ننقذ الأمهات، من وجع أرواحنا، ليست المظاهرة بالقوة تجدي نفعًا. بالنسبة للأصدقاء، فإني كثيرًا ما أحبذ العزلة في وقتٍ كهذا، رغم أنني أبتسم لرسائلهم، لدعائهم، لفكرة السؤال عن الحال منهم.
يبقى القلق شبحًا أسود، وأبقى أتصالح مع مايحدث، أعترف به وأحاول علاجه، لأنني في آخر المطاف أؤمن بمحاسني كما أفهم نقاط ضعفي، وأسعى لأن أصلح مايمكن إصلاحه. أؤمن بإننا إنسان، وأننا نعيش لنتعلم في كل يوم، لنا من الأخطاء كما لنا من محاولة إضافة قيمة للعالم. وبالنهاية، نحن مازلنا نحاول، ألسنا كذلك؟
omardarwish20
/ فيفري 27, 2019أظن أننا أبطال لأفكارنا دائما ما نراه جيد يكون جيد ويسعدنا حدوثه , وما نراه سىء يكون سىء ويحزننا بالطبع , أتمنى لك التوفيق والسعادة
Salma♡
/ جوان 2, 2019أحببت المقال جدا 🌹✌️