مساء الخير،

كيف تبدو الحياة معكم؟ هل تمضون قدمًا أم تشعرون بأنكم عالقون؟ أم أنكم على الوتيرة التي ترونها مناسبة تمامًا؟

هذا الشهر كان بعنوان هل تأخر الوقت؟ والإجابة بشكل مطلق لا. وبشكل آخر قد يكون.

لا أحبذ المحاولات الأنانية والركض لإفساد فرصة شخص مقابل أنك تتذكر بأنك أضعته. يعني هنا فعلًا الوقت متأخر.. أو كأن تضيع علاقاتك بشكل مستمر متكرر ومن ثم ترى أن لا أحد حولك وتودّ العودة لأيًا يكن فقط لتبعد الشعور عنك.

لكن هل الوقت متأخر للتغيير؟أعني لإصلاح الذات؟ هل الوقت متأخر لتعلم مهارة جديدة؟ أو للخوض في مسار مختلف؟

لا، على الإطلاق، نعم بعض التجارب مخيفة، والاستيعاب في وقت قد يبدو متأخرًا يعني اختلاف التجربة لحد كبير عن القيام بها في وقت أبكر، لكن الوقت ليس متأخرًا للبدء.

إن كنت تستطيع فلمّ لا؟

من الجيد أن تحاول التغيير، أو التحسين من مستواك في أيًا كان. من الرائع أن تقفز خارج منطقة الراحة بقوة لأنك اكتشفت أن ذلك سيغير للأفضل، أو أنه حتى سيمنحك شعور طيب وتجربة مثرية. ليس في كل مكان وليس كل شخص قد تجد فيه/منه الدعم، لكن تذكر أن الأمر بيدك، و أنت من يقرر البدء.

اختلطت بأشخاص مختلفين بأعمار كبيرة جدًا، كانوا يسعون للتطوير والتحسين من مستواهم المعيشي، بمقابل تطوير مهارات وتعلم أمور جديدة، رغم أن البعض منهم على وشك سن التقاعد ولكن يظل! التغيير حياة، وسنة الحياة التغيير.

الأكيد أن هناك أمور ستتغير فتعلم مهارة بسن مبكر لا يشابه شيئًا من تعلمها بعمر كبير نسبيًا، ولكن هذا ليس سببًا لتقف عنده. ولا رأي الآخرين سبب لتقف عنده أيضًا، ولا لشيءٍ مالم يكن بنفسك سبب مقنع لأن تقف.

هل الوقت متأخر؟

نعم قد يكون متأخر لفرصة معينة، أو لعلاقات منتهية أو. لكن لا يعني أن ليس عليك المحاولة، من التحسين لأجلك. بمعنى، قد تكون تجاوزت عمر معين لأن تلتحق بوظيفة معينة تتطلب منك مهارة معينة، لكن تعلمك للمهارة بحد ذاتها في هذا الوقت ليس متأخرًا، وربما الفرص تقودك لمكان آخر أفضل. لا تقتل من كل رغبة لديك من أجل فكرة “الوقت متأخر” بودنا كلنا لو أن نقوم بكل شيء نحبه، أن نزور كل مكان يدعو للبهجة، اليوم ربما! لكننا لن نستطيع، وهل هذا يعني أن نرفض الفرصة حين تأتي بوقت متأخر؟ لا ولست أرى سببًا لذلك.

لن يفوتك عمرك في حال ماستطعت زيارة مدينة ما اليوم، أو لأن هدفك الأساسي تحقق بعد سن معين، أو لأنك قررت تغيير مجالك بعد عشر سنين من العمل في غيره. في العمر متسع مادمت تريد.