عدنا والعودُ أحمدُ،
ها نحن ذا من جديد، أقصوصة شهرية من جديد.
كيف تبدو أيامكم؟ على الأغلب كل العالم يتشارك اليوم نفس الوضع.
قبل البدء سأضع بين يديكم أقصوصات مارس على مدى 4 سنين مضت:
2016: شهر مارس في تدوينة
2017: شهر الركض
2018: أفكار أفكار أفكار
2019: كيف روحك؟
من المذهل أن تقرأ أيامك وتتذكر ما مررت به، كل التجارب، المشاعر، والأفكار في تلك المرحلة. عجيب ما يمكن أن يحدث فيك من خلال بضعة أسطر.
اليوم مارس مختلف، ليس معي فحسب بل مع العالم جميع، كل القرّاء بلا شك حلّ عليهم مارس بشكل مختلف. نظرًا لفيروس كورونا المنتشر، والذي أصبح اليوم وباء يخشاه العالم. معظم العمل أصبح من المنزل عدا بضع استثناءات.
قرأت الكثير عن كيف يصنع العالم يومهم، كيف قاموا بإنهاء مهام عالقة، أو محاولات استثمار ورفع الإنتاجية كنوع من الاستغلال للوقت. و أظن أنّ هذا الأمر رائع فعلًا. لكنني لم أصل بعد لتلك المرحلة، ما زلت أعمل وعملي يشغلني عن أن أتفرغ لأفكر بماذا أملئ يومي! قرارات كل يوم وعليها تغييرات كل يوم وعليها إعادة العمل على ما تم عمله من جديد. لذلك لن أتحدث عن هذه الفكرة مطلقًا. في الواقع أريد أن يأتي بعض الفراغ، أحتاج لذلك.
منذ شهر نوفمبر الماضي، وأنا بانتظار لأمور لم تحن بعد، وعلى الأغلب قد يأتي الرد في أبريل، خصوصًا أن المدة الزمنية طالت فعلًا، دعوت الله كثيرًا ومازلت أدعوه بأن تكون نتائج الانتظار مثمرة وسعيدة.
أعرف أن الكثير قد سئم فكرة البقاء في المنزل لأجلٍ غير معلوم، ولا أودّ فعلًا أن أضجركم بالحديث عن ذلك، لكنني سأسرد ما أحمد الله عليه في كل يوم ومايساعدني فعلًا على استشعار النعمة، يمكنكم كتابة قوائم مثل هذه في كل يوم، أنصحكم بالبداية بكتابة أمر واحد يوميًا. كتجربتي مع الامتنان.
الحمدلله على: العائلة، المأوى، الصحة، الطعام، الماء، حب الطهي، الشغف، القراءة، العلم، القهوة، الشموع، العطور، الملبس، محاولات التحسن، الرفاق، القهوة مجددًا، الصابون، المشاعر الحلوة، التعلم والتعليم، الكلم الطيب، النوايا الحسنة، تيسير الله، الخبز، طهي المنزل، المرطبات، مقشر القهوة، القرّاء هنا، الوسائل الترفيهية، المشي، القهوة، الحمد لله، على كل شيء، الحمد له حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، دائمًا وأبدًا.
تختلف مهاراتنا في الحياة، تختلف قدرتنا كذلك، ليس من المنطق أن نتوقع أن يعيش الجميع في شعور هادئ، لكن من الجيد أن نحاول تهدئة الآخرين! بدون أن نطالب بأن يُقضى وقتهم بطريقة معينة. نحن نعيش في مرحلة مهيبة عمومًا. نحاول النجاة وتقليل الضرر قدر الإمكان. وهذا لا يعني بأن علينا كبح مشاعرنا أو التظاهر بأنها مختلفة عمّا نريه للآخر.
شخصيًا تؤرقني الكثير من الأمور في المرحلة الحالية، وأعتقد أن هذا يشغلني نوعًا ما عن التفكير والتركيز على الوضع العالمي. أحاول تغيير الجو في المنزل، تغيير ما نشاهده بالعادة، أنشطة مختلفة قليلًا في بعض الأيام وليس كلها. وبالطبع لا أفكر وضع روتين محدد وتقليد معين نسري عليه، أعرف أن الموضوع لا يمكن أن يكون كذلك -في منزلنا- لذا الوضع فضفاض نسبيًا مع محاولة جعل الجو العام ليس سلبيًا.
ستمضي بإذن الله، مهما طالت. كلنا واقعون في نفس الأمر، ظروفنا قد تختلف ولكن في الوضع الحالي أعتقد أن التركيز على الموجود مهم جدًا. على أرواحنا أن تكون أقوى، أن تكون أنفسنا في وضع أقرب للإيجابي قدر الإمكان بدون أن نتجاهل مشاعرنا أو ننكرها.
هنا قائمة بأنواع القهوة المجربة مؤخرًا:
عمومًا كانت طلبيتي من موقع محاصيل، مؤخرًا المنتجات المذكورة أعلاه لا تتوفر لديهم، لكن أحببت خدمة المتجر و تنوع منتجاته.
أتمنى أن تمضي أيامكم بسلام، وأن تعودوا لما تحبوا من حياة.