أهلًا بالرفاق،
أتمنى أنكم مازلتم وأحبتكم بخير وصحة!
بدأ الشهر ومازلنا في فترة الحظر، على أمل أن ينتهي كل هذا وتعود الحياة لطبيعتها كما اعتدنا من جديد.
أبريل شهر إنهاء الكثير من المهام في العمل، رغم أننا لم نتهِ بعد، لكن محاولة إقفال ما يمكن. شهر آخر من العمل في المنزل، ليس سيئًا ربما. لكن سيناريو العمل عن بعد المفاجئ مليء بالاتصالات الغير مناسبة في كل وقت.
وأخيرًا رمضان، الشهر المنتظر. سرقت بضعة أيام من هنا وهناك لأحاول ترك كل شيء خلفي. أكتب هذه التدوينة فعليًا وأنا في محاولة العزلة إلى ليلة العيد، لأستغل بضع الأيام من إجازتي في التركيز قليلًا فيما أريد.
على آخر أيام أبريل اكتشفت أن الكتب التي بدأت قراءتها لم أنهها بعد، ومشواري طويل فيها بحكم أنها كتب طويلة نوعًا ما، لذلك قررت أخذ إجازة صغيرة من الكتب وقراءة بعض الكوميكس. وهي ثاني أفضل فكرة لهذا الشهر (بعد فكرة العزلة لأكثر من مرة). معلومة غير مفيدة: العام في نفس هذا الوقت تعرفت على الكوميكس لول!
على العزلة، قرأت الكثير ممن يكتبون أن لا أحد سيفكر بالعزلة بعد هذا الحجر! لكن شخصيًا ومع ضغوطات العمل، أحتاج لترك كل شيء ولو لمدة يومين فقط بالأسبوع، بعيدًا حتى عن حجم وكمية المعلومات المستقبلة ولو من وسائل التواصل الاجتماعي. راحة ذهنية قبل كل شيء. الفترة الماضية ومع كثرة التوتر والضغط وصلت لمرحلة سيئة جدًا، أبسط أموري لا أستطيع اتخاذ أي قرار فيها. أحدها مثلًا اضطريت للمشي لما يقارب ساعتين ثم فعلت ما أراه مناسبًا وهو حرفيًا -أمر تافه لا يذكر- والحقيقة أني حين اتخذته ورأيت نتيجته -رغم بساطتها- إلا أنني سعدت جدًا بأنني استطعت عمله بدون أن أستشير أحد! ترك كل شيء في بعض الأحيان مطلب، معالجة ما باليد ومحاولة تصفية الذهن وترتيب الأولويات أمر ضروري في أي وقت.
رغم أن لا مشكلة لدي أيضًا بالاستشارة لكني كنت في مرحلة عجز تام عن اتخاذ أي قرار بشكل فردي وهذه كارثة، أعرف أن الأمر يعزى لكثرة قلقي وحجم توتري من تراكمات أمور كثيرة. وهذا ما أحاول معالجته في عزلتي هذه -تدوينة مايو بإذن الله-.
ماذا بعد؟ بالنسبة لقهوة الشهر:
– كوتشيري من The branch coffee.
– بلند اسبريسو والسلفادور من صواع.
تأملات المرحلة:
صحيح قد لا يفرق مع بعض منا كأشخاص أمر الخروج وغيره، لكن الفكرة أيضًا تكمن بحجم القلق، التأثير، مايحدث للعالم كله. وليس البؤس بحد ذاته في فكرة أننا لم نخرج لكوب قهوة مثلًا. أظن أن الكثير لاحظ أهمية أن تملك الاختيار بيدك، القرار وهذا شيء جيد. نحتاج لعالم يؤمن بأهمية وأحقية الاختيار فيما يخص كل شيء. وأخيرًا، على الأسر أن تسعى لنشأة جيدة لأطفالها، مهاترات في كل مكان وعلى كل شيء. يثبت لك أكثر يوم عن آخر قلة اهتمامات الأشخاص وفراغ كبير موحش. أدعو الله أن تمر هذه الأيام بخير، وأن يأتي الأفضل بأقرب حين.