3 في1: وتمضي الأيام

WH

أهلًا من جديد. كيف تمضي الأيام معكم؟ آمل أنها على مايرام. لست متأكدة مما سأختصر في هذه التدوينة للأشهر الثلاثة الماضية، تصنيف أقصوصة شهرية يعتمد على أن يكون كل شهر على حدة منذ أن بدأت قبل 4 سنين لكن هذه المرة كنت أحتاج لمساحة أوسع ولجلسة مع الذات أكثر.

لقد بدأت خطة جديدة للتدوين الشخصي اليومي في يوليو، أظن أن أصدقاء انستقرام يعرفون ذلك. بدأتها في دفتر جديد كمبادرة مع الصديقة مريم، أسميت الكتابات بـ”محاولات جديدة”. ورغم أنني بدأتها من أجل مشاركة الآخرين فكرة التدوين الشخصي واليومي إلا أن فكرة “محاولات جديدة” لمست قلبي أكثر من أي شيء آخر خلال هذه الأشهر.

لقد ربيت في بيت اهتم بالقراءة والكتابة أكثر من أي شيء في العالم. ودائمًا وفي عزّ ضيقي وبأسوأ الأحوال ما إن أتذكر هذا حتى أحمد الله على ما أنا عليه. لقد دونت على الأقل منذ أن كنت في التاسعة من عمري حتى اليوم، نعم مررت بانقطاعات لفترات وجيزة، لكنني في الغالب أكتب، أتأمل ما يحدث بيومي وأحلل وأصفي وأحاول التعامل أو على الأقل فهم مشاعري. وهذا طبعًا ليس أمرًا يسيرًا إن كنت أفعله فحسب بلا أي معرفة، لكن القراءة أمدتني بالكثير الكثير مما لا أستطيع اختصاره هنا، عن كيف أفهم موقفي، شعوري، كيف أجرد كل هذا وأتعامل معه. كيف أحلل الوضع وأصارح ذاتي عن دوافعي وغيره. إذًا مالذي تغير معي خلال هذه الأشهر الماضية؟

حينما قررت الكتابة تحت باب المحاولات، أصبح تركيزي على الجانب هذا فحسب. هل حاولت اليوم؟ كيف كنت؟ أو ما شعوري؟ ولم أجبر نفسي على الكتابة بطريقة معينة. المهم المحاولة، أليس كذلك؟ لم أنته بعد ومازلت في طور المشروع ذاته، رغم أنني بدأته مع مريم لكن لي قرابة الشهر أو أكثر بدون وسائل تواصل اجتماعي، فلست أدري عمّا إن كانت مستمرة بذلك. مقررة أن أعود لمشاركة واحدة حين نكمل 100 يوم من التحدي.

نظرة سريعة على ماتمّت كتابته، لست بصدد مشاركة أفكاري الخاصة بالطبع ولكن أستطيع القول بأنّ الدعاء على رأس القائمة كوسيلة تعيد لي قوتي وإيماني بأن الله معنا وأن القادم لابد أن يكون أفضل بكرمه. الأصدقاء والحب والمشاركة وقيادة السيارة في وقت متأخر والقهوة وبلليالي القمراء كذلك من المتع التي تهون علينا ما نجابه. وعلى ذلك أستطيع أيضًا القول بأنه ليس من السهل أبدًا أن تشارك كل شيء، ليس من السهل ليس لأي شيء بل لأن في كثير من المرات نخشى أن نكون الكدر لمن نحب فنصمت عن شعورنا وما يحدث معنا، وأظن أنني أصبحت كذلك أكثر بعد حذف وسائل التواصل، فشخص لم أحدثه منذ مدة طويلة وإن كان قريبًا لقلبي وهمي من همه كما العكس، لما أشاركه بعض التفاصيل رغم أن تواصلنا أقل بكثير عن قبل. شيء ما في التواصل البعيد يجبرني على ألا أشارك. ألسنا نحدث أحبابنا لنستأنس؟

مع كل ما يحدث في العالم أو على صعيد شخصي، أشعر بالامتنان للحظة التي قررت فيها حذف كل شيء، قدر كبير من التخفف لست أدري كيف يمكن وصفه. رغم أنني لست أتابع كل شخص ولا كل مصدر. ومع ذلك مازلت سعيدة بقراري، رغم أنني فعلًا وحقًا اشتقت لكل من أحبّ.

من المؤلم أننا لا نستطيع مشاركة ألمنا في بعض الوقت، أشتاق للسلوى من أحبتي. أحيانًا كثيرة ننسى فيها كيف نتعامل مع ألمنا، نشعر بالعجز فعلًا. لسنا لأننا واقفين ولكنه شعور إنساني بحت وبغيض للغاية، كلمة من هنا وشد يد من هنا تجعلنا نرى العالم بصورته الحقيقية، فماهية الحياة يا رفاق؟ ألم وحنية وانطلاقة من جديد كما نرجو!

هي فترة من العمر، كما الفترات السابقة والتي قد تأتي أيضًا رغم أنني لا آمل ذلك من غير شر! هي فترة ليست بأحسن الفترات ولا أسهلها، وقد تصعب علينا أنفسنا فيها وتثقل الأيام على قلوبنا، لكننا نتذكر بأنّ علينا المضي، أليست الأيام تمضي بالعادة؟ لعلّ ما يأتي يهون علينا ما مضى، ولعلّنا نفهم ما نحن فيه وما علينا عمله بشكل أفضل.

من الجيد أن تكتب، أن تفهم ذاتك أكثر. أن تعرف كيف تتعامل مع مشاعرك كما المواقف بحياتك. أن تعرف مالذي ينعش مزاجك، اهتماماتك. أن يكون لك نمط خاص تستطيع الالتزام فيه مهما حدث. وأن تحافظ على وقتك الخاص بك. رغم أنه قد يزعجك قراءة ما سبق، استرجاع ما حدث، لكنها مساحة للنمو ودفعة لأن تكمل.

ليس سهلًا كل شعور، ليس سهلًا أن تكون بعيدًا، ليس سهلًا ألا تشارك. وبالطبع ليس الخيار الأول أو الأفضل. لكننا نفعل ما نراه مناسبًا لنا فحسب. 3 أشهر مضت، بين محاولات الكتابة، والتعافي وإكمال الطريق. وقبل عدة أيام، وجدت نفسي في محل للهدايا والورود، لا أعتقد أن المدة تجاوزت 8 دقائق ككل، ومن الدقيقة الأولى تفقدت الوقت! سألت نفسي لم؟ مالذي علي فعله؟ هل هناك شيء يجعلني بهذه العجلة؟

طبعًا لا. لسبب ما عقلي تبرمج على أن الحياة ركض ولست متأكدة متى حدث هذا لكنني على يقين بأنّ هذا بعيد عني كشخص. لطالما تأملت في كل شيء، ولطالما وجدت البهجة في ذلك. قررت أن أهدأ، وظللت أراقب طريقة التغليف وتفاصيل العمل على إعداد الباقة، شعرت بأنني أضفت حبًا لشيءٍ لم أعمل عليه حتى فقط لأنني قررت أن أكون أهدأ وأتأمل. ماهي ترسبات الحياة فينا؟ ومتى نرى ذلك؟ لا أعلم تفصيلًا لكنني أعلم يقينًا أن هذا أحد نداءات اليقظة التي كنت أحتاجها بشدة. على سبيل المثال لا أفضل الذين يجعلون العمل حياة ويقحمون الآخرين في خيارهم. وكثيرًا ما أجد نفسي عالقة مع أشخاص هكذا. لكن ألست أنا من أعطيهم الفرصة ما إن أجيب نداءهم؟ لماذا نسمح لقلق الآخرين أن ينمو داخلنا؟ أسئلة كثيرة تدور بذهني منذ الموقف. ليست كل الخيارات سهلة في بيئات معينة وتعاملات معقدة لكن من حقنا كل الحق أن نعرف الآخرين على حدودنا، أن نترك لنا مساحتنا، أن نعيش بشكلٍ طبيعي لحدٍ ما. أن نعطي أنفسنا الفرصة كما ندعي للحياة الطيبة!

 

 

 

 

الإعلان
المقالة السابقة
المقالة التالية
أضف تعليق

تعليق واحد

  1. تراودني هذه الفكره كثيراً ي حنان ..
    فكرة تجميد العالم من حولي تماماً لفترة زمنية وبقائي العنصر المتحرك الوحيد في المشهد
    لأنجاز اهداف كثيره او حتى للتشافي وإعادة الحياه للذات ..

    مًمتنة لتدوينتك التي عززت الفكره بداخلي اكثر واكثر ..

    رد

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

  • الأرشيف

  • Goodreads

  • تحديثات تويتر

%d مدونون معجبون بهذه: