“أما آن للظلام أن ينجلي؟”
كيف حالكم يا رفاق؟ كيف تمضي أيامكم؟ هل تستطيعون رؤية النور فيها؟ آمل أنكم وأحبتكم على مايرام.
دائمًا ما أتذكر الأشخاص الذين مدّوا أيدي المساعدة في مرحلة ما. وأحمل الكثير من الدعاء لهم. دائمًا.. قبل بضعة أيام، كنت أمشي بدون أن أستمع لبودكاست على غير العادة، أتأمل الأيام الماضية ومامرّ فيها. أتأمل انقطاعي المؤقت عن بعض وسائل التواصل وعن أثرها في أنني لم أتحدث مع أحبتي منذ فترة. عن الأيام كيف غيرت وتغيرت وأحدثت الكثير مما لم يكن في الحسبان وأثره علي/على من أعرف وحتى على العالم. استرجعت بشكلٍ سريع أمورًا كثيرة، وشعرت بأنني افتقدت الكثير ممن أحب، وممن كان لهم أثرًا حسنًا علي. وأنّ رغم كل ما لم يحدث خلال السنة، فقد كان هناك أشخاص طيبون مرّوا، اليوم أو بالأمس أو قبل عدة سنين. وأنني بسبب الانقطاع تصلني رسائل من الرفاق ليطمئنوا، الرفاق الذين فعلًا أستشعر حبهم رغم المسافات والبعد. ليس البعد بصورة الكيلومترات فقط، وإنما حتى بالجسد، كيف أفرح/أحزن لهم ومعهم دون عناق؟ كيف أرى البعض بشكل شبه أسبوعي بدون حتى مصافحة؟ كيف؟
جلست أستشعر في ظلامٍ لن أتحدث عنه اليوم وربما ليس غدًا، كل الأشخاص الذين مدّوا يدهم ليرونني ما يرونه فيني، كل الأشخاص الذين دلوني على أمر لم أكن أفقه فيه شيء، كل الأشخاص الذين شاركوا معي تجاربهم الخاصة جدًا لينقذونني من الغرق! كل الأشخاص الذين قلقوا حين تعبت مرة، والذين أستشعر بأنهم سيخوضون أي قتالٍ لأجلي. للذين وثقوا فيني حتى مع عدم يقيني بمقدرتي حينها، للذين عانقوا قلبي برسالة ود في غيابي، للذين يسألون عن حدث صار منذ مدة، للذين على الطريق شاهدوني مرة وأخبروني مالذي يمكن فعله من غير حتى سؤالٍ مني! للحب وللعلاقات الإنسانية، وللشعور الدافئ الذي يمنحنا إياه ود الآخرين. قد لا أستطيع أن أكون ممتنة للأحداث السيئة، للأمور العالقة، للأشياء التي توقفت. لكنني فعلًا ممتنة لكل رفيق كان على الدرب، للغرباء الذين يمدون يدهم لأي أحد، للذين يمنحونك الفرصة، وللذين يرون فيك فرصة أيضًا. لكل الذين أحبهم، ولكل الذين كانوا يومًا في الطريق، ممتنة!
مؤمنة أنه كل هذا من فضل الله ورحمته وتسخيره. وأن لولاه لما كنا ولما صرنا. سعيدة بكل موظف/ـة احتجت للتعامل معها ولم أشعر بأنّ علي التودد بين كل كلمة وأخرى لأخفف من التأفف أو لتمنحني فرصة النظر في أمري كاملًا. للذين في عملهم يمنحونك ماتريد بوضوح وحب وإخلاص، للذين يتركونني محتارة أي دعاء ينبغي لي أن أدعي لهم. بكل شخص سألته واحتجت له، فحاول وعمل أو دلني بدون أن أشعر بثقل العالم على قلبي لأنني اضطريت للسؤال. للذين مازالوا يمنحنون الخير ويتوقعونه ويعملون كذلك. للذين يبادرون بفرصة أو بدون.
أحبّ أن أشكر الآخرين مباشرة، وأن أدعو لهم كذلك. أحبّ أن يستشعر الآخر حجم مساعدته لي. وأحبّ أن أذكر أحبتي دائمًا بذلك، أظن وقبل أن تنتهي 2020 أنّنا نحتاج لأن نكتب رسائل امتنان لمن نحبّ. لمن كان بقربنا، وافتقدناه بحق. كأمرًا يعيد لنا شعورًا بالتوازن، وأننا مازلنا على تواصل، مازلنا محملين بشعور دفء العلاقات. من أنت ممتن له؟