أهلًا من جديد : )
كنت قد بدأت بكتابة بعض نقاط هذه التدوينة منذ فترة، لم أعرف ماذا سأعنونها بالضبط ولم أكن أملك عددًا محددًا من النقاط. هي قائمة بالأمور التي بطريقة ما حسنت من جودة حياتي كثيرًا. باختلاف الفترات التي اكتسبت بعض الأمور فيها، بدأت ممارستها وعودت ذاتي عليها. قررت أن أشارك أبرز عشرة أشياء فقط لسببٍ أستحي أن أشاركه هنا : )
١. التواصل الجيد، أو على الأقل الوضوح فيه: مهارة التواصل من أهم المهارات في كل مكان وزمان. من الحديث للاستماع، وبدون التطرق الترهات المروج لها بشدة حول الانزواء، وعدم التبرير واللامبالاة وكل طريقة مشوهة للتواصل. و بعيدًا عن كل الافتراضات والتوقعات وتحميل التصرفات والكلمات فوق ما يمكن أن تتحمله. كان من المريح بالنسبة لي أن أكون مباشرة وواضحة فيما أريد، وبالمقابل أسأل وأستوضح الأمور من الطرف المقابل بدلًا من أن أفترض أو أتوقع شيء لم يقال بشكل مباشر. نعم هناك من الكثير من المواقف الغير مريحة، وثقافتنا للأسف مليئة بحبّ رمي الكلام والتلميح بوسط الكلام. لكنني عمومًا نادرًا ما أركز، واتجاهل كثيرًا مادام الأمر لا يعنيني، لكنني أسأل وأهتم بالطبع حسب وضع العلاقة وأهميتها. الحياة أقصر من أن أضيع الوقت في التنبؤ وقراءة عقل الآخر. وضع الحدود وتوضيح الأمور ومحاولة خلق تواصل صحي يعود علينا بالنفع ويسهل الحياة ككل.
٢. الحديث مع الشخص المناسب: لو أملك من الأصدقاء عشرين، فأنا أعرف مالذي يمكن مشاركته مع كل شخص فيهم. من الجيد أن تجد شخص تستطيع مشاركة كل شيء معه. لكنها ليست القاعدة دومًا، ليس كل الأشخاص على نفس القدر من المعرفة والوعي لتشاركهم كل أمر تمر به. ومهما بدا لك أن أموره في هذا الموضوع مستقرة، فهذا ليس مقياس لذلك، يجب أن تفهم كيف يتعامل مع هذا الجانب في الحياة لتقيم ما إن كانت طريقته تتناسب مع ما تؤمن به أو لا، وقتها يمكنك أن تقرر المشاركة من عدمها. أشخاص كثيرين في مجال العمل مثلًا لا مشكلة لديهم من التعدي على وقتهم وحياتهم الخاصة في مقابل أن يتلقوا المديح مثلًا أو أن يتجنبوا نقيضه، وبالتالي كون هذه طريقتهم في التعامل لا يعني أنها الصحيحة، ومشاركتك لهم هنا تحدد ما إن كنت لا تمانع نصيحة أو عظة وعبرة بنفس الرؤية التي يتبنونها. وعلى هذا قس بقية الأمور.
٣. المشي: رياضة للروح والجسد والذهن. أكثر ما أقوم به وأكثر مايعينني على تصفية ذهني والتفكير بشكل أصفى. تفريغ للطاقة وشحن للطاقة بشكل آخر. آمل أن يتحسن الطقس قريبًا وأستطيع أن أعود للمشي خارجًا.
٤.الكتابة وما أكون بدونها؟ كتبت تدوينات حول الموضوع وآخرها هنا. أكثر أداة مريحة وتعيد ترتيب دواخلي، في غضبي وفي حزني وفي حتى ساعات الفرح. أكتب لأكون أنا بعيدًا عن كل شوشرة العالم.
٥. الأصدقاء: أكثر مايُفتقد في هذه الغربة. مشاركة وحضن وحوارات لا تنتهي. جزء منها لا يمكن خلقه في أي علاقة أخرى. لطالما حمدت الله على رحمته بي بوجود الأصدقاء. كل اللقاءات أعود منها بنسخة سعيدة من حنان.
٦. العناية بالذات: داخليًا وخارجيًا. بالقراءة، بالمعرفة بالتعلم المستمر وممارسة اهتماماتي الخاصة. وبأن أكون في مكان يعكس ذلك، وبشكلٍ يعكس ذلك أيضًا. بعيدًا عن الأمور المبالغ فيها اليوم. أتحدث عن بيئة نظيفة، مرتبة ومنظمة تساعدني على التركيز في كل وقت. بأن ألتزم قدر الإمكان بأكل متوازن، وأن أرتدي وأبدو بشكل مريح بالنسبة لي في كل وقت. كل الأمور تؤثر على بعضها في نهاية المطاف.
٧. المشاركة: أحب أن أشارك الآخرين مايفيد، هذا الجزء مني هو الذي جعلني أبدأ مدونتي هنا قبل ثمان سنين. أحب أن أشارك من أحبهم بالطبع أكثر، شيء ما أضحكني أو حتى موضوع يخصهم ويبحثون فيه. كل محادثاتي مع المقربين مليئة بذلك.
٨. الكلمة الطيبة: الثناء على الآخرين وشكرهم أو حتى الإطراء عليهم من أكثر الأمور لطفًا. ليس عليهم فحسب بل وعليك. كم مرة شعرت بأن جهدك مقدّر من كلمة؟ كم مرة شعرت بالبهجة لجملة قد تكون حتى عادية؟ كم مرة أخبرت شخصًا بأن عمله رائع أو أن هندامه يعجبك؟ هي أمور بسيطة فعلًا وأثرها على النفس وعلى المتلقي مذهل.
٩.التجربة: كل تجربة تعود عليك بالنفع. كل محاولة للتعلم وسعي لمهارة ما يعزز من ثقتك بذاتك. لست مجبرًا على القيام بشيء غير مريح لتفضيلات الشخصية. حتى التجارب التي تخرج منها بلا شيء تعلمك ألا تعود إليها من جديد.
١٠. الدعاء: وتركت هذا لآخر نقطة لأنه الأمر الذي أستشعر عظمته في كل يوم. المساحة التي أشارك فيها كل شعور وكل أمنية بلا تردد. والوقت الذي يشدّ على قلبي ويزودني باليقين للحظة التي تليها. الكلمات التي أقولها كما أريد، واللحظات التي أتأمل فيها كل نعمة وجدت نفسي فيها، وكل شخص مدّ لي يد العون، وكل موقفٍ ظننته لن يمر. الراحة التي تغمرني ليس لشيء، ولكن للإيمان المطلق بأن لا شيء عبثي بالحياة. هو وقت مؤقت نعيشه هنا، لكن كل شيء محسوب لنا، مهما تضاءل حجمه أو كبر. للمنطقة الآمنة التي نترك فيها كل ما نريد، ونعود لها بشوق في كل مرة.
بتول
/ سبتمبر 25, 2021جمييل! وصلني شعور كل نقطة💖
Abriz
/ فيفري 24, 2022النقطة الأولى لفتت انتباهي لأن ثقافتنا كما قلتي تتناول معظم الكلام والحديث بالتلميح وأتفق مع رأيك بخصوص التواصل الواضح بالنسبة لي الأمر هو “راحة دماغ” أكثر من أي شيء آخر😌
Abriz
/ فيفري 24, 2022في التدوينة معظم النقاط أفعلها أيضًا لذا سعيدة بكوني لست الوحيدة التي تلمس تأثيرها على حياتها💛