مرت أكثر من ٦ أشهر عن الكتابة هنا، أعتقد أنها المرة الأولى التي انقطع بها عن الكتابة في المدونة لفترة طويلة.
كيف حالكم يا رفاق؟ لقد كانت أشهر طويلة مليئة مليئة مليئة بالكثير مما كنت أريد والبعض مما لم أتمناه يومًا، والحمد لله على كل حال.
تأملات المرحلة امور كثيرة استرعت انتباهي في هذه الفترة وتساؤلات كثيرة عابرة، كم كيف نقضي أيامنا؟ كيف يمر فينا الوقت؟ ما هي أولوياتنا؟ كيف نتأثر بما نراه اليوم في عالمنا؟ كيف نواصل بناء ذاتنا؟ كيف نحمي نفسنا من المؤثرات الخارجية.
مايو : أول يوم عيد كان أيضًا يوم اختبار نهائي لي، لم يكن الأخير. ولم أكن أشعر بشعور جيد حياله، أعلم أنني لم أقم به كما أريد لكنني أعلم أن تلك كانت طاقتي في ذلك الوقت، وأتعاطف مع نفسي تمامًا، أنهيت الاختبار وعدت للمنزل ركضًا أريد أن أحتفل بالعيد -رغم أنه لم يتبق على المغرب سوى بضع دقائق- خرجت مع أمي لمقهى قريب ومتواضع، أغلب الأماكن هنا كذلك، لكن الأكل كان لذيذًا. ومررنا بضع محلات بعدها لإكمال تجهيزات تجمع العيد في اليوم التالي. كانت ليلة صعبة، ولم أنم إلا بوقتٍ متأخر جدًا، لكنه كان تجمع عيد جيد، أعلم أنني لا أريد تكراره كما هو. لكنه في وقته كان لطيفًا. لم تكن ليالي مايو هينة علي، أعلم أنها كانت أخف من قبلها لكنها لم تكن يسيرة بحد ذاتها. في اليوم السابع أنهيت آخر اختباراتي لهذا الفصل، ولم يكن بأفضل من سابقه، لكنني في تلك اللحظة لم أكن حقيقة مهتمة بأي شيء سوى أن أكون بحالٍ أفضل. خرجت للمشي، تنفست هواءً اشتقت إليه وأكلت في مكان مفضّل بالمنطقة. أتصفح صور الهاتف وأنا أكتب التدوينة، ولا أصدّق أي تصالح وصلت إليه، أرى صوري وأعلم أنني فيها متعبة، وأحب أن أحتفظ بذلك. لا لأنني أحب ماكنت عليه كحال، لكن لأعلم أنها مسألة وقت بإذن الله، والأفضل قادم بحوله وقوته. في نفس اليوم وصلني طرد عزيز عليّ، أعلم أنّ الدموع التي تسابقت لم تكن دموعًا حزينة، الحمدلله فعلًا، الحمدلله دائمًا وأبدًا. خرجت في نزهة لبحيرة جديدة، المكان خلّاب والطقس رغم أنّ الصيف بدأ كان بأبهى حلة، كل شيء كان يدعو لشعور جيّد، والصحبة وقتها كان لها كل الدور.
يجب على المرء أن يرعى نفسه وأن تكون هي أولويته لقد مضى مايو في دعوات على كوب قهوة وحكايا. استلمت فيه جهاز الكندل الجديد كانت فرصة جيدة لاستبدال الجهاز القديم بجهاز جديد، زرت أماكن جديدة ومشيت على شواطئ مختلفة ساعدتني على الفصل قليلًا بعيدًا عن ضغط الدراسة.
يونيو: كانت فرصة ذهبية لزيارة يونيفرسال ستوديو استمتعت فيها بكل دقيقة من وقتي علم عجيب من الإمكانيات والتعاون بين مختلف التخصصات لخلق بيئة خلابة وممتعة وتعليمية. هذه الفترة كنت قد بدأت فيها بمادة جديدة ممتاز رغم السفر فقد كنت أعلم على تسليمات عن بعد لم يكن الوضع بذاك السوء ولله الحمد. استمتعت بزيارة مقاهي مختلفة كان ذلك أحد مواضيع المشاريع لهذه المادة، حصلت لي أيضًا الفرصة لزيارة مكتبة من أفضل المكتبات التي رأتها عيني. أحب زيارة المكتبات تمنحني شعورا جيدًا وحماسًا للتعلم والقراءة والاستكشاف خصوصًا هنا في بلاد الغربة رؤية مختلف الأعمار والأجناس يأتون هنا بكل حماسة للقراءة. لم أزر المكتبة يومًا هنا وأعني بذلك أي مكتبة إلا وقد كانت مزدحمة بالزوار.
أعتقد أنني لم أتحدث يوما عن نبتتي المفضلة ألا وهي البوتس أحد أفضل النباتات على الإطلاق عدت لها بعد غياب عشرة أيام وقال وقد كانت في حالة يرثى لها ، رويتها بالماء وخلال 8 ساعات عادت وكأنها للتو. ماذا أيضًا؟ تغييرات كثيرة خلال هذه الفترة، تغييرات لم أتوقعها أو أعمل لها، لكنها حدثت على كل حال، أمور جديدة اكتشفت فيها نفسي أكثر، تعلمت فيها أشياء أكثر، واليوم أرى أنها لم تكن بذلك السوء، أعلم أن الشهر بدأ ينتصف وأن حالي بفضل الله أفضل بكثير مما كنت عليه الحمد لله. حصلت لي الفرصة خلال هذه الفترة أيضا لزيارة مخبز جديد في المنطقة، تذوقت فيه ألذ باقيت في حياتي.
يوليو: حسنًا هنا عيد الأضحى لقد كانت تجربة فريدة أعلم أنني لن أكتب عنها هنا لكنها كانت شيئا جديدًا علي هذه المرة بعد تجهيز كل شيء غادرت المنزل أتذكر أنني ذهبت لتناول القهوة لم أكن أريد أكل أي شيء في الواقع لذا قررت زيارة أماكن كتب مستعملة كانت في الواقع جميعها رائعة. لم أتخيل يومًا بأن مكتبات كتب مستعملة ستكون بهذا الشكل بعت بعض الكتب واشتريت أخرى. اشتريت أيضا كتب مستعملة من مواقع مختلفة بأسعار زهيدة والمفاجأة كانت أن الكتب وصلتني وكأنها لم تُلمس يومًا. وبفضل الله حصلت لي أيضًا زيارة مدينة أخرى لطالما حلمت بزيارتها، قبل ذلك وفي المطار تحديدًا مررت بتجربة كانت تحمل في طياتها كارثة حقيقية لكن الله لطيفًا بنا في كل حين. لذلك زيارة تلك المدينة فيما بعد كانت تحمل في طياتها الكثير مما كنت أحتاج إليه. خلال هذه الفترة ذهبت إلى أكثر من حديقة وفي الحقيقة رغم أنها مجرد حدائق إلا أنها كانت من أروع الحدائق التي دخلتها، كل الأكل كان لذيذ، زرت كذلك محلات وألعاب مختلفة وكنت فعلًا مستمتعة بكل لحظة، أحب زيارة محلات الألعاب أحب استكشاف الجديد لأحفادنا وأحب فعلًا الابتكار في صناعتها.
أغسطس: العودة إلى الوطن أعلم أن أغلب الأيام الأولى لم تكن بأفضلها لكن الأصدقاء غمروني بلطفهم فعلًا وبالهدايا والورود. وبفضل الله استطعت الاعتمار، مضت فترة طويلة وروحي تحتاج فعلًا لذلك. ماذا أيضًا؟
سبتمبر: أيام كثيرة ليست سهلة أعتقد ما يهونها هو وجودنا بقرب من نحب، رؤيتهم وزياراتهم، واحتفالات صغيرة تهون علينا ذلك.
أكتوبر: تجارب جديدة ولقاءات مع من نحب وأمورا بتوفيق الله أتت، بفضله ورحمته. لست أعلم إن كان السجود شكرًا يكفي، أو بالأصح أعلم يقينًا أن السجود شكرٍ لا يكفي وأن صلاة شكرٍ لا تكفي. الحمد لله الحمد لله من قبل ومن بعد والحمد لله على كل حال.
لا أحد يعرف ثقل بعض الفترات عن غيرها عليّ، لولا الله ما عدت بخير. أعرف أنّ الدعاء كان ملازمًا لي بتوفيق من الله، وأعرف اليوم أولوياتي أكثر من السابق. من المهم أن نتوازن في ظروف أيامنا، من المهم أيضًا أن نفتح دائما الباب للفرص لاكتشاف الجديد في حياتنا، من المهم الاستعانة بمن نحب متى ما احتجنا، ومن المهم السعي لتحسين جودة حياتنا بكل ما ينبغي له ذلك.
أعرف حق نفسي علي، وأني متى ما لم أكن بحالٍ جيد، تركت الأمور التي ليس لها الأولوية، توقفت عن التدوين منذ مايو، توقفت عن أمور كثيرة، لم أحدّث حتى قراءاتي ولم أتواصل مع الكثير، وأعلم أنني كنت أحتاج لهذا، أعلم أنني وإن كنت بدأتها بليالٍ كلها دموع فاليوم بفضل الله اختتمتها بسجود شكر وأنّ الحمد لله ربّ العالمين،
sana chan
/ نوفمبر 10, 2022عودا حميدا حنان ❤