أهلًا بالقرّاء دائمًا..
.
.
منذ فترة أوّد الحديث عن موضوع “العادي” و الذي أظنّه بات يرهق الآخرين كثيرًا، فالفكرة السائدة عليّ أن اكون عظيمًا و أن أنجز كل ما يمكن ليُصبح لي اسمي بالسوق و أن……………
.
.
حسنًا لن أقول بأن لا أحد يودّ ألا يكون ناجح على صعيد عملي اجتماعي أو حتى بشكل شخصي بحت، لكن الأمر لا يعني بأنّ العادي هو أمر سيء، أو أن النجاح بشكل مُبهر هو أمر مرهق كليًا وخاطئ.
الفكرة تكمن في أنه لا بأس من أن تكون عادي، لا يعني العادي بأنك غير ملتزم بعملك، لا تهتم بمنظرك أو أنك لا تملك أي علاقات اجتماعية.
العادي هي كلمة عربية فُصحى من إحدى معانيها هي المألوف، البسيط أو المعهود.
.
.
حسنًا ما هو العادي؟ هل نستطيع تحديد ذلك؟ لماذا لا؟ عليك أن تستجمع قواك تحدد عينة تبدأ العمل بشكل إحصائي لتحدد ماهو، و الذي بالطبع سيكون مُختلف من بيئة لأخرى و من العمل إلى المنزل إلى..
الشخص العادي لا يعني بالضرورة أنه شخص بائس و بصورة تقليدية و نحوه، ولا أعلم لماذا تكرر كثيرًا قصة كان هناك شخص عادي وُلد بشكل عادي و وو… (لن أكتبها لأنها قصة حمقاء بالنسبة لي يمكنكم كتابة بدايتها في محرك البحث و ستجدون النتيجة في مئات من المواقع).
.
.
من السيء و غير المنطقي أن تحكم على شخص ما بأنه عادي، فالحُكم بذلك يختلف و لكن وجود شخص ما في عملك ليس بالمُبدع لا يعني أنه يعيش برتابة وملل، قد يكون شغفه في هواية أُخرى يعمل فيها بشكل مميّز جدًا، أو ربما أنه قارئ من الدرجة الأولى ولا يُمكنك حتى مضاهاة نفسك به رغم اجتهادك, لن أخبرك بأن عليك المقارنة لأنني أجدها الأسوأ دائمًا في أي شيء، كل مافي الأمر أننا لا نعرف كل جوانب الآخر وهل هي عادية مقارنة بمحيطه أو غيره.
.
.
و لكن نظل نحن أشخاص مُختلفون، قد أرى أنني عادي في عملي و قد تكون أنت المطلوب دائمًا لكننا في حياتنا اليومية عكس ذلك. لن يُخلد التاريخ أسمائنا جميعًا لكنّ هذا لا يعني أنك لن تترك أثرًا في قلب صديق، زميل أو جارك.
ماهو مميّز هنا قد يكون في مدينة أخرى لا شيء يُذكر، أو عند شخص معين لا يعني شيئًا. حياتنا و أنشطتنا تختلف، و إنجازاتنا قد تكون حياة شخص آخر بشكل روتيني حتى.
.
.
ما أحاول قوله هنا لا بأس بالعادي، المهم ألا تشعر بالرتابة، أنت تعلم كيف تصنع شيئًا ما بشكل رائع وكيف أنّ الجميع حولك يغبطك عل ذلك، إنجازك هنا و تميّزك عن حولك لا يعني أنك قد تفوقت على جميع المقاييس و لا يعني أنك سيء لأنك لم تسطّع عمل شيء آخر على سبيل تفوق أكبر.
.
.
المدنية قد تُشعرك بأنّ عليك أن تنافس دائمًا في سبييل كل شيء، و لكن هذا لا يعني انه المنافسة و محاولات أن تكون الأفضل هي طريقة العيش الوحيدة أو المناسبة للجميع، هناك من يهوى أن يكون دائمًا بهذه المرتبة و هناك من يبذل جهده في علاقة و هناك من يسعى للعيش بسلام و تصالح مع الذات فحسب.
.
.
من الصعب أن نحكم على ماهو معهود، و من السهل أن نرمي الاحتمالات، أنا لا أقول بأن لا بأس أن تقصّر في عملك، أن تعطّل مايحتاج إليه الآخرون لأنك شخص عادي، أنا أتحدث عن أننا لا بأس بأن نعيش بوظيفة نحبها بدون راتب مُذهل أو عمل إنجاز دولي يُخلد أو أن نحصل على جائزة لما نقوم به على الدوام.
.
.
نحن مُختلفون و من الصعب أن يكون هناك لنا معيار محدد، و إن كانت المدنية تجتهد في ذلك، لا بأس أن تكون عادي المهم أن تشعر بالرضا قدر الإمكان ومن يرضيه جائزة ما قد لا ترضيه عطلة بسيطة لقضائها بهدوء مع الأهل كما العكس صحيح.
.
.
ليس سيئًا أن يكون إنجازك في أن تكون لك أسرة مُحبة أن تكون قريبًا من أطفالك، أن تعيش اللحظة معهم و أن تحاول أن تعلمهم بأنه عليكم العيش كما تريدون، أنتم فقط من تحددون إنجازاتكم و لا يوجد خطأ في أن شخص ما يظنها صغيرة جدًا، المهم هو ما تشعرون به أنتم تجاه ماتفعلون.
وكما في حليب أسود:
قد تكمن المتعة في أمور كثيرة (صُنع قهوتك بُحب، العمل على تزيين بيتك بُطرقك، أن تعانق النجوم ببصرك كل ليلة)، و قد تشعر بالسعادة بطرق لا تُعد(أن تجد طريقة لعمل يأخذ من وقتك بشكل أسرع، أن يعود غائب بعد رحلة طويلة، أن….).
المهم ألا تُقلل من جمال العادي، ألا تخسر النظرة البسيطة.
دُمتم بود .
ميمونة
/ أوت 1, 2016رائعة يا حنان :))
أعجبتني التدوينة جدا
دمت بود
حنان
/ أوت 5, 2016من لطفك ميمونة!
emans3od
/ أوت 1, 2016العادي المذهل *قلب*
.
/ جانفي 16, 2017❤
فرح
/ جانفي 9, 2017”إلى العادي الذي خُلق مثله في البلاد،
إلى الذي يفتنني بعاديّته ولا يدري.”
.
/ جانفي 16, 2017لازم أعرف صاحب الكلمات
حنان الجزائر
/ جانفي 14, 2017كيف لأشارك تدوينتك على تويتر بشكل مباشر دون ان اضطر الى نسخ الرابط
.
/ جانفي 15, 2017أعتقد مفترض يكون ظاهر لك رمز مشاركة على تويتر بشكل تلقائي
S H R O O G 🌠
/ جانفي 15, 2017الله عليك حنان💕
فعلاً تدوينة وكلمات لامستني وكيف فعلاً ان احنا بأشيائنا البسيطة ورضانا عن انفسنا نقدر نملك الدنيا.
ولفتني جداً من كلامك “لا يعني أنك لن تترك اثرا في قلب صديق ، زميل او جارك”💜
.
/ جانفي 16, 2017الله يخليك شروق💓
سعيدة بمرورك من هنا 🌿
dawndepth
/ ديسمبر 19, 2017جميل جدا ..
اعتقد ان نمط الحياة المنفتح على كل شيء الذي نعيشه حاليا يفرض علينا التنافس والا نرضى بأي شيء لكنك بأسلوبك الرائع بينتي فكرة ان تستمتع بحياتك دون ان تضطر ان تنافس احدا ، ان تحب تفاصيل حياتك البسيطة❤️
سرمدية النقاء
/ ديسمبر 20, 2017منذ فترة بعيدة علمت نفسي أنا أرى الناس من حولي (خصوصا البسطاء منهم) بنظرة أنهم أشخاص (غير عاديين) وأنهم حتما رائعون مذهلون في مجالات أو صفات لديهم.
ومع الاحتكاك بهم أكثر اكتشفت حقا أنهم يعيشون حياة تبدو عادية ولكنهم رائعون..
ورغم أن هذه النظرة تخيب أحيانا أو كثيرا ما زلت متمسكة بها
fatimah Hussain
/ جوان 25, 2018كلماتك رائعة حنان. 💜
أثرتِ فيني👏👏
نجود
/ جوان 29, 2018تدوينة جدا رائعة!