مرحبا مجددًا أعزائي القرّاء
كيف الحال بعد ثلاثة أسابيع تقريبًا منذ بدأت الدراسة من جديد ؟ لا أعلم إن كنتم قد بدأتم بالجد أم ما زلتم تتمتعون بما بقي من رائحة الإجازة ، لكني عمومًا سأشعر بالانتماء تجاه الذين بدؤوا حقًا وحقيقة.
.
.
حسنًا كيف هو نظامكم وهل بدأتم بالتوازن فيه أم غلب أحد الجوانب على الآخر ؟ هل تشعرون بأنكم مازلتم تستطيعون القضاء مع أسرتكم والاستذكار بوقت معين وممارسة هواياتكم في وقت آخر؟
قرأت مؤخرًا قصة خيالية تخفي خلفها نقطة رائعة جدًا.
.
تحكي قصة فلاح فقير كان يملك إوزة ، دخل عندها ذات يوم ووجدها وضعت بيضة ذهبية ، في بادئ الأمر ظن أن الامر خدعة وقام بإلقائها ، وبعد ما عاودا لتفكير عاد اليها واذهب بها الى صائغ الذهب فتأتي المفاجأة بأنها من الذهب الخالص ، ماحدث هنا هو أن الفلاح لم يصدّق وبات كل يوم يجري مهرولًا إليها ليجد بيضة أخرى وهكذا ، حتى اصبح يمتلك ثروة كبيرة ، امسى الفلاح جشعًا غير صبور فقرر أن يشق بطن الإوزة ليستخرج منها بقية البيض ، وبهذا الفعل خسر كل مصدره .
* يتصور الناس بأن كلما زادت إنتياجتك زاد عملك وبِت أكثر فعالية .
بينما الحقيقة التي تعلمتها من هنا هي ان الفعالية الحقيقة تكمن في امرين المُنَتج الـ(البيض الذهبي) و (الإوزة) القدرة الانتاجية.
والضغط على القدرة الإنتاجية لديك لن يزيد المنتج ، بل ربما يقضي عليه بشكل نهائي كما فعل الفلاح.
.
هنا عليك أن تعرف تمامًا بأنّ عليك الموازنة دائمًا فيما تفعل كي لا تخسر كل شيء، وفي كل مره تبذل جهدًا كبيرًا لنيل أمر ما ، فإن عليك الراحة أيضًا لفترة حتى تستطيع الاستمرار بنفس المستوى .
عليك دائمًا أن ترعى حالك من جميع النواحي وأن تتأكد من من أنك كل فترة تجدد ذاتك بشكل روحاني، عقلي ، اجتماعي ، وبدني حتى تكون قادرًا على أن تبقى كما أنت وأن يتحسن حالك إن ساء.
.
أحيانًا أو غالبًا يتصور المرء بأنّ ليس هنالك متسع من الوقت ليبقى مع ذاته فترة لو بالقليلة ليحسّن من ذاته ، مما يؤدي غالبًا إلى عدم معرفة أين الخلل حتى ، إن كان فيه أو في الطريقة / الأمر الذي يستخدمه ويزاوله.
.
.
يُحكى أن شخصًا ما كان يعمل بجد لقطع شجرة في غابة ، سُئل عمّا يفعل ليجيب ” ألا ترى ؟ إني أحاول قطع الشجرة “
فيُقال له” لكنك تبدو منهمكًا منذ متى وأنت تعمل؟”
-” منذ خمس ساعات وقد تعبت حقًا إنه أمر شاق للغاية”
– لماذا لا تأخذ استراحة لمدة خمس دقائق وتشحذ المنشار أنا متأكد من أنك ستنجز هذا العمل بشكل أسرع
-ليس لدي وقت لشحذه فأنا منشغل بقطع الشجرة
.
حسنًا الأمر هنا واضح جدًا ، لو أنه جرّب أن يشحذ منشاره لاختصر عليه الكثير الكثير من الوقت ، والكثير منا كذلك يمضي يومه والآخر من دون أن يسعى ليجدد في نفسه أي شيء.
المشي يوميًا يكفي لبدنك ويخرج الكثير من الطاقة السلبية فيك ، كما أنّه يولد الكثير من الأفكار الابداعية كما قرأت مؤخرًا هذا من الناحية البدنية.
التأمل / القراءة أو الكتابة مفيدة لعقلك كثيرًا ويجعلك تشعر بذاتك أكثر من أي أمر آخر وهذا من الناحية العقلية.
.
وكذلك عليك أن تسعى بالمثل من النواحي الاجتماعية والعاطفية والروحية ، أن تجدد وتدعو نفسك للراحة كما تدعوها للعمل، أن تقدّر ذاتك دائمًا هو المهم ، وكما ذاتك تسعى للوصول لما تريده أنت ، حاول انت أن تعطيها ما يبقيها على هذا الأمر و اجعلها تشعر بقيمتها.
.
* ملاحظة : القصص المذكورة كانت في كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية للكاتب ستيفن آر كوفي – العادات ليست جديدة أو غريبة أو من هذا القبيل ، كل مافي الأمر ان الكاتب ينظم لك إياها بشكل متسلسل مع جميع الأمثلة والأمور التي تستطيع فعليًا أن تسعى لتطبيقها ، الكتاب في goodreads ، كان تقييمه مني بـ 4 نجمات ، سقطت الأخيرة سهوًا لأن الترجمة لهذا الكتاب كانت تستحق أن تكون افضل-.
دمتم بخير.
Yasser
/ سبتمبر 23, 2014اخت حنان مبدعه دائما
الراحه والتجديد هما المصدر والمحفز للتغيير والاستمرار ,هناك دراسة توكد ان زيادة الراحة الاسبوعية لموظفي القطاع الخاص ليومين تزيد من انتاجية الموظف بنسبة 30%.
حنان
/ سبتمبر 24, 2014اهلًا بالقارئ الذي منذ زمن لم أقرأ له تعليق؛
معلومة جديدة 😻👏
كعادتك تقرأ بحرص ، ممتنة لك.