مرحبًا مجددًا اصدقائي ؛

اليوم هنا حكاية فقط إلى / في KAUST

جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية .

حسنًا قبل إجازة عيد الأضحى تم الإعلان عن رحلتين من قِبل كليتنا ، وعلى هذا الأساس بدأ جميع من يرغب بإرسال مايتطلب للذهاب هناك ،وقبل أسبوع تقريبًا من الموعد المحُدد أعلنت أسماء الطالبات الذين سيتجهون إلى هناك مع تغيير لموعد الرحلة .

صباح الأحد ٩ نوفمبر ٢٠١٤  ;

كانت بداية الاستعداد هو الالتقاء في الجامعة ورغم أنّ الخطة كانت على أساس أننا سنتجه إلى KAUST على نحو الساعة ٧:٣٠ صباحا، إلا أننا تقريبًا لم نفعل حتى الساعة الثامنة والنصف .

وصلت الحافلة و في مقدمة المقاعد كن المسؤولات ، وفي نهايتها كنت أنا وصديقاتي ، كما أنه  بالتأكيد ما خلى أي مقعد فيما بيننا .
التبريد كان سيء جدًا وعلى الغالب بأنه لم يكن يعمل لذلك كانت الخطة هي فتح النافذة العلوية والتأقلم مع الوضع بالطبع .

بداية الأمر الكثير من التصوير ، ثم الكثير الكثير من الحديث توقفنا قليلًا بعد مضي ساعة أو أكثر تقريبًا للحصول على بعض البارد والأكل الخفيف، و لعبة ورق بالتأكيد ، وكانت هنا مرحلة اللعب ، المساحة مابين اخر مقعد وما أمامه كانت كفيلة بأن تجعلنا متقاربين أكثر لذلك البعض على المقاعد والبعض على أرض الحافلة ، بدأنا لعبة ورق ثم انتقلنا لغيرها مع النظر كل بضع دقائق للنافذة لرؤية كم قطعنا من الطريق ، تمامًا كنا قد نسينا سوء التبريد واندمجنا جدًا .

على نحو الساعة العاشرة والنصف كنا قد دخلنا إلى مدخل الجامعة الأول وتوقفت الحافلة لتكمل بنا الطريق حافلة أخرى والتي لم تتحرك حتى الساعة الحادية عشر الا ربع تقريبًا  لتتم بعض الإجراءات الأمن، المسافة كانت بعيدة نوًعا ما من أول مدخل حتى وصلنا إلى مباني الجامعة الأساسية ، عمومًا كان الفرق لطيف عندما لاحظنا التبريد في الحافلة الجديدة وعلى عكس الأولى لم تكن هناك مسافة تجعلنا قريبين ، كان الوضع أهدأ بكثير وكلًا التزم بمقعده وبدأ من جديد دور التصوير .

بداية كانت المباني تناسقة متراصة  والزجاج الذي يعلو بعضها رائع لكن المدهش حقًا في الموضوع النظافة الفائقة في كل مرفق فيها مع أنني لم ألحظ وجود عمّال نظافة في شوارعها!

حسنًا هذا المبنى الأول قبله يوجد حوض ماء ونوافير صغيرة ، مواقف دراجات ممتلئ ودرج لا أعلم تحديدًا إلا أين يذهب لكنه مُطّل على البحر بشكل خلّاب.

الملاحظ إلى الآن أسماء المباني على أسماء أشخاص أسسوا الحضارة العلمية لدينا كمسلمين مثل : ابن سينا ، الخوارزمي … ، مع كل اسم شخص يوجد نبذة بسيطة عنه إن لم تخني الذاكرة كما يتناسب الديكور تمامًا مع الاسم بطريقة أنيقة ومبتكرة.

أيضًا الملاحظ أنّ النباتات المزروعة باختلافها يوجد عندها لوحة صغيرة توضح اسم النبات ومعلومات بسيطة عنه ، كما لو أنّ هذه البيئة التعليمية تسعى لأن تخبرك بأن عليك معرفة كل ماحولك ولو بشكلٍ بسيط!

حسنًا انتقلنا إلى المصعد ، أظنه كان يكفي لأن يقل بضع وعشرين وللأمانة لا أخفي عليكم نظرات التعجب حين يُفتح باب المصعد علينا في كل دور عن طريق الخطأ.

وصلنا للوجهة المطلوبة صالة تحتوي على طاولات موزعة عليها الكراسي بشكل مرتب ويوازيها الملف الخاص بالجامعة بما فيه من منشورات و أجندة اليوم ، اتجّه البعض لآلة القهوه او لتناول العصير قبل البدء بأول عرض للحديث عن أقسام الجامعة وبرامجها و بعض منسوبي الجامعة وأقسامهم وأبحاثهم تحديدًا ، والحقيقة أنّ كل هذا الحديثع أبحاثهم وما توصلوا إليه  كان مدهش جدًا يُشعرك بحقيقة أن لا حدود للعلم ولكن الحدود تكمن في معرفتنا به.

بعد هذا كانت كلمة قصيرة أيضًا كترحيب و أيضًا عن الجامعة و مرافقها وكيفية سعيها لأن يكون الطالب في بيئة تعليمية متكاملة تمامًا، و عمومًا المكان مُذهل حقًا تشعر بوجود بيئة فعّالة جدًا للتعلم من دون أي حاجة لسماع حديثهم ، بالتأكيد دعانا لإكمال الدراسات العليا لديهم مع إضافة نقطة هامة بأنّ يؤخذ ٥٪ فقط من المتقدمين مايعادل تقريبًا ٥٥ طالب من ٩٣٣
بالرغم أنّ كلمته لم تتعدى خمس دقائق إلا أنها أيقظت حسّ الحماس في الجميع.

بعد هذا كانت فقرة الأسئلة المنهمرة بغزارة عن كيفية التقديم و أهمية السيرة الذاتية و عمل الأبحاث وسبب ندرة الأقسام لديهم وما إلى ذلك.

حانت فقرة الغداء وقد كان الخيار متاحًا بين التناول في نفس المكان أو التوجه خارجًا بإطلالة مباشرة على البحر الذي بدّى لونه زهيًا ، وبالطبع كان الاختيار بالنسبة لي و صديقاتي هو الخارج.

هنا قد تجاوزت الساعة الثانية عشرة والنصف أنهينا الغداء وذهبنا للصلاة في الدور الثاني ، وعلى الرغم من وجود الموظفين في مكاتبهم بجانب المصلى إلا أنّ الهدوء كان تام جدًا ، المكاتب متراصة بشكل رائع بما عليه من جهاز كمبيوتر وكتب وأوراق وملصقات  ، نهاية الممر يوجد طاولة وكراسي وأيضًا كراسي فقط تُطل على البحر أيضًا ، الطاولة تحوي آلات قهوة وتجهيزات بسيطة ، أيضًا حاويات القمامة كلها مُقسمة حسب ما يُوضع فيها لإعادة التدوير .

عُدنا من جديد مع متحدثين جدد تحدثوا عن أين تقع مرافق الجامعة بالضبط وماذا تحتوي وكيف يتم توزيع السكن بين الطلاب وإمكانية حضورهم حسب سكنهم مشيًا على الأقدام أو بالدراجة أو عبر قارب حتى ، تحدث عن أيضًا عن الـresearch courses لطلاب البكالوريوس متطلباته و متى يكون وبخصوص السكن أيضًا .

ذهبنا أيضًا لمعمل الكترونيات هائل ، يحتوي على غرفة بأرضيات وسقوف وجدران من حديد حتى تكون القياسات فيه دقيقة تعرفنا على بعض الأجهزة وما يمكن فعله ببعض الأشياء لتبسيطها.

توجهنا بعدها إلى صالة أخرى بمبنى أخر منقوش على جداره تكاملات وما إلى ذلك ، كان العرض عن الجامعة بشكل مختصر وبسيط أيضًا ، ثم صالة أخرى لعرض ثري دي مُدهش جدًا جدًا ، رغم أن الوقت كان قصيرًا هنا.

هنا انتهت رحلتنا وعدنا للحافلة لأخذ جولة في الجامعة تقسيمات المباني والسكن ، وجود النوادي للجنسين ، جميع الأساسيات من مطاعم ومصارف و شركات شحن كان لها فروع هناك ، يوجد أيضًا تعليم غوص للجنسين ، تجولنا في بعض منازل السكن كانت مرتبة جدًا وبسيطة ، ثم نزلنا لصلاة العصر في المسجد الذي كان حقيقة يُشكل تحفة فنية بحد ذاته .

هنا كانت النهاية ،الساعة الرابعة تقريبًا ودّعنا KAUST ، الكثير محملٌ بالأمنيات تجاهها ، في طريق العودة بالطبع كان النوم يغلبني استيقطت على نحو الساعة السادسة والنصف كنّا قد وصلنا تقريبًا للكلية التي امتلأت مواقفها بالسيارات في غضون دقائق لم يبق سوى القليل من الطالبات ، ثم خلا المكان .

حسنًا باختصار لا حديثًا يصف أو صور لكن البيئة هناك هي بيئة مثالية تمامًا للعيش ، نظيفة  متكاملة  وصغيرة تحتوي على جميع المتطلبات والمرافق الأساسية والترفيهية .