اكتوبر-نوفمبر ٢٣: مسألة أولويات

أهلًا وسهلًا،

كيف حالكم؟ أكتب بعد انقضاء الترم، ولازلت أعمل وأجهز لاختبارات قادمة، أعمل وأدعو أن يجعلها الله ميسّرة بحوله وقوته، أدعو وآمل أن يعينني الله على كل هذا.

اكتوبر جربت فيه الكثير، عدت لمنطقة الخيول البريّة، شيء ما يتعلّق بالطبيعة يعيدك لاتزانك في كل مرة، يذكرّك بأن من يتولى كل أمرنا بيده كل شيء، وهو على كل شيء قدير. في ظل كل الصخب، نحن نحتاج لذلك. جربتّ عدة مخابز جديدة، بعضها لم أخطط له حتى، ميزة الاستيقاظ مبكرًا هي أنّ الشوارع لا تزعجك كثيرًا. أنهيت كتاب منذ مدة طويلة لديّ، أولويات الفترة لا تجعلني أستغرق وقتًا كافيًا في القراءة، أنتظر كل فترة منقطعة عن التسليم/الاختبارات لأتمكن من التركيز في القراءة، وهي ليست بتلك الفترات الطويلة، لكنني تعلمت معنى أن لكل شيءٍ وقته. كنت متطوّعة في أحد مؤتمرات التخصص، وكانت من أحلى التجارب لهذا الشهر، لم أكن أتوقع كل هذا الحضور، الأشخاص من كل مكان في العالم لدرجة أنني شعرت أنّ أهل البلد بينهم قلّة. تجربة ممتعة وثريّة، والمثير للاهتمام أنّ التسجيل له كان من الصيف، ولم أكن وقتها مستعدة له حيث يتعارض مع الكثير من أموري، لكنني احتجت للحضور في أقل من أسبوع وتواصلت مع المسؤول الذي أوصلني بمسؤولة التنظيم في خلال الساعات الأخيرة من نهاية التسجيل! المضحك أنّ مكتبي في المكان كان الوحيد الذي يتجاوز ست أمتار،بالصدفة طبعًا، لكنني تلقيت الكثير من التعليقات حول الموضوع، أفضلها كان “هل أنتِ المدير التنفيذي هنا؟ يليق بك”. كل شيء مرّ بسلاسة عجيبة، حتى الأمور التي منعتني مسبقًا تمّ تأجيلها لحين آخر. هذا الأمر جعلني أستشعر فكرة الرزق، كيف يأتيك نصيبك مهما كان. ذكرّني بحديث الرسول صلّى الله عليه وسلم “.. وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف”. أنهيت أمور دراسية معلقة بفضل الله، وقمت بعرض بحث خاص بي بشكل أفضل مما توقعت بكثير، كان نقاش محتد وقمت بالرد بكل حزم وتهذيب، كنت أعرف موقفي واختصرته بتوضيح، في كثير من الأحيان كل ما عليك ألا ترتبك، أنت اجتهدت واستعنت بالله، فقط أعد صياغة ماتريد واثبت على موقفك. كان ختام اللقاء رائع جدًا والحمدلله. لقد احتفلت بأمور مؤجلة، وكتبت كثيرًا عنها.

نوفمبر احتوى سلسلة وصفات الشوكلاتة الساخنة منذ العام، مع الجوّ البارد وخصوصًا في المساء، كل ما أحتاج إليه هو كوب لذيذ منه الشوكلاتة وجلسة دافئة في شرفتي، أخيرًا ثبت على وصفة غنية بشوكولاتة رائعة. سنحت لي الفرصة أيضًا لزيارة سوق المزارعين، جولة خفيفة وطقس مذهل، يعيبه كثرة وجود الكلاب بصراحة، لكن الأكل لذيذ جدًا وطازج. بدأت بتعلم الكروشيه أيضًا، لست أسعى للكثير لكنني أحتاج لمزاولة مهارات يدوية جديدة تعينني على التعامل مع التوتر في الأيام الصعبة. سجلت حلقة بودكاست للمرة الثانية أيضًا : ). وخرجت في نزهة لطيفة مع الزميلات لمنطقة جبلية ممتع المشي فيها. رغم كل هذا أعلم أنني كنت أسرق الوقت مني، أحاول ألا أخنق نفسي وأن أعطيها ما تحتاج، لقد كان فصلًا دراسيًا مرهقًا جدًا. حاولت فيه ألا أهمل الجوانب المهمة والتي تعينني على السعي، الكثير من جلسات العلاج الطبيعي رغم ذلك. لكننا نتعلم، أليس كذلك؟ بنهاية الشهر حاولت شراء ما أحتاجه مع فترة العروض أيضًا. وبدأنا تجهيزات لمرحلة مختلفة. اللهم أعن ويسّر، ياربّ.

دمتم بخير.

المقالة السابقة
المقالة التالية
أضف تعليق

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

  • الأرشيف

  • مدوّنات أخرى

  • Goodreads