هل فكرت يومًا ماذا لو أنّ يوم موتك معرّف لك ؟
هل تمنيت ذلك يومًا ما ؟

حسنًا ماذا لو أنّ فترة وجودك على هذه الحياة مقترنة بأمرٍ ما ، وستنتهي في غضون أشهر قليلة غير محددة العدد ، مالذي ستسعى لفعله ؟ مالأمور التي سوف تضعها على القائمة لفعلها؟

هل ستشعر بأنها من المفترض أن تقضيها مع عائلتك و أصدقائك؟ ، ماذا عن السفر إلى البندقية تتجول فيها بزورق تشاهد منازلها المبنية على الماء تتناول الكثير من البيتزا والمعكرونة ، تنتقل منها إلى سويسرا تحاول تسلق جبال الألب ، تتلذذ فيها بأنواع الشوكولاتة تغادرها إلى باريس أرض الأناقة والعطور تقتني الكثير مما تتمنى و تمضي الباقي في دول شرق آسيا حيث الطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة . أم أنك ستختار الذهاب إلى المسجد تقضي بقية عمرك فيه تعانق الأرض سجودًا وتدعو الله حبًا وتحمدّه على ما وهبك .

.

ماذا عن عائلتك أو صديقك المقرب أو ابنك أو حتى زوجك ، مالذي تودّ أن تبقيه لهم ، هل ستسعى لأن تحسن معاملتهم كما لم تفعل من قبل؟ ، هل ستبتعد عنهم حتى لا يشعروا بالفرق من بعدك ؟ مالذي تظن أنّ بإمكانك فعله؟.

.

صديقي هذه المرة هو كتاب “The last lecture ” للكاتب Randy Panusch، هو أستاذ في جامعة كارنيجي ميلون ، أصيب بسرطان البنكرياس وكان يملك أشهر قليلة غير معينة العدد علم أنه سيموت وأنّ العلاج لم يعد ينفع ، هو والد لثلاثة أطفال صغار ، وكان على علم بأنّه سيحتاج أن يعلمهم الكثير إذا كبروا لكنه لن يكون معهم قرر بعد ذلك إلقاء محاضرة أخيرة بعنوان “أن تحقق فعلاً أحلام طفولتك”، بطريقة ملهمة ، ومن ثمّ كتابة هذا الكتاب ليبقى لهم بعد وفاته يعلمهم مالايستطيع تعليمه لهم في هذا السن .

عزيزي القارئ أخبرني مالذي كنت لتفعله في حال علمت بأنّ وجودك على هذه الحياة لم يعد طويلًا ؟