فيفيان ماير || Vivian Maier


Vivian-Maier-Photography-Featured-Image

“متناقضة” “جريئة” “غامضة” :غريبة الأطوار” “غريبة الأطوار جدًا” “متحفظة” “متحفظة جدًا”

هل تساءلت يومًا ما ماذا سيقول الناس من بعدك؟ ، لا هل توقعت يومًا بأن لك مجد سيُبنى بعد أن تغادر الحياة وحيدًا؟ حسنًا هل تظن أن هناك شخص ما عاش بهذه الطريقة؟

فيفيان ماير

هنا شخص اُكتشف فنه تمامًا بعد وفاته ، شخص اقتنى الكثير الكثير من أفلام التصوير وقام بتجميع الكثير من المقتنيات كما سنلاحظ من الصُحف و المجوهرات الصغيرة وغيرها ، وفي شتاء 2007 قام جون بالذهاب إلى مزاد بالقرب من منزله ليحضر شيئًا قد يفيده كتابة كتاب تاريخي كالصور ، و قد وقع حظه على صندوق كبير يحوي الكثير من الصور الـ-نيقاتيف- بثمن 380 دولار أمريكي و قد تم إخباره بأن هذا الصندوق يعود لمصورة تُدعى (فيفيان ماير) لذلك بالتأكيد انطلق الى محرك البحث ليعرف عنها أكثر.

هنا الحدث ، فلا يوجد أي نتيجة تمامًا لهذا الشخص أو بهذا ، قام بوضع الصندوق في الخزانة إلى وقت آخر ، رغم رؤيته لبعض الصور إلا أنها لم تكن تضيف أي امر لكتابه. بعد فترة قرر أن يقوم بطباعة هذه الصور ومسحها ضوئيًا ليُذهل تمامًا بالنتيجة ، على الأقل من وجهة نظره. ومن هنا كانت الخطوة الجديدة هي القيام بعمل مدوّنة ونشر 200 صورة تقريبًا مما لديه. مع سؤال مرفق عمّا يفعل بهذه الصور.

 .

بدون عنوان-2 بدون عنوان-4 بدون عنوان-5 بدون عنوان-7 بدون عنوان-8

كانت الردود مذهلة جدًا حفزت جون للقيام بشراء صناديق أخرى لـ فيفيان ، والعودة للبحث عنها في محرك البحث ليجد انها في صفحة الوفيات!.

 .

بعد البحث بين أوراق فيفيان ماير استطاع التوصل إلى عائلة أخبرته بأن ماير كانت لديهم كمربية وسوف يتم التخلص من أغراضها في أسرع وقت إلا أن جون أخبرهم انه يريدها ، رغم أصرارهم على أنها تحتفظ بكل شيء وأن ليس هناك شيء قيم بالموضوع  إلا أنه حصل على مايقارب 100 ألف صورة -نيقاتيف- و700 فيلم فوتوغرافي ملون و 2000 فيلم فوتوغرافي أسود و أبيض. كماأنه وجدأنها تحتفظ بالكثير الكثير من المقتنيات بشكل غريب جدًا وكأنه يحمل سر من الملابس إلى الأحذية إلى الفواتير و القصاصات!

 .

بدون عنوان-9بدون عنوان-10

وجد جون أن المهمة تصعب عليه يومًا بعد يوم لذلك قرر التواصل مع بعض المتحاف إلا أن الردود بالاعتذارات عن احتواء هذه الصور كانت تصله ، لذلك قرر جون أن يبدأ العمل بنفسه بعد ان وجد أنه وحيدًا ، بداية الأمر قام بطلب عمل معرض ومن ثم طباعة صور فيفيان للعالم ، في مدينة شيكاغو و قد كانت كما يقال أكبر نسبة  إقبال على هذه المعرض لعمل فنان!

 .

ومن هنا بدأت الأخبار و الصحف و البرامج تتحدث عن فيفيان ماير ، و قد صرّح جون بمهمته الرئيسية


أريد أن يبقى اسم فيفيان في كتب التاريخ

 .

بين البحث في صور فيفيان وجد صورة لمذيع يُدعى “فيل دوناهيل” و قام بالتواصل معه ليتضح له أنه قد عملت عنده لمدة تقلعن سنة وقد تحدث عن أنه كان من  الغريب رؤية فيفان تصور في سلة المهملات لكنه كان يسر في نفسه قائلًا

 .

حسنًا لقد كان الجميع يضحك على بيكاسو

بدون عنوان-11 بدون عنوان-12 بدون عنوان-13

 .

بعض المصورين الذين ألقوا النظر على أعمالها مثل جويل ميرفيتز الذي قال

 .

 لقد كان انطباعي الأول عند النظر إلى صور فيفيان مثل البهجة التي تأتي فجأة بطريقك ، هذه المصورة عبقرية

 .

أما ماري آيلين مارك قالت

 .

لديها عين عظيمة وحس رائع في تأطير الصور وحس الفكاهة و حس تراجيدي أيضًا ، كما أنها جمعت بين تصوير روبرت فرانك و ليزيت موديل و هيلين ليفيت و ديان اربيس

و رغم خيال جون الواسع إلا أنه لم يتوقع أبدًا أن فيفيان بمثل ما بالصور ، رغم أنه لا يتذكر حتى ماذا كان بخياله.

 .

بدون عنوان-16 بدون عنوان-15 بدون عنوان-14

 .

كانت تستخدم كاميرا رولفلكس ، و هي لا تحتاج لرفعها إلى مستوى النظر للتصوير مما أتاح لها التقاط الكثير من صور الشارع دون لفت النظر و بشكل رائع أيضًا.

بدون عنوان-17 بدون عنوان-18

بعد التنبيش الكثير أيضًا بين أوراق فيفيان استطاع جون التواصل مع أفراد عائلات كانت قد عملت لديهم كمربية أو مدبرة للمنزل ، و على حد قولهم فقد كانت لطيفة تحب الأطفال ويحبونها ، لكن العجيب في الموضوع حكاية أحدهم أنه طفل إحدى العوائل كانت قد صدمته سيار حين قيادته للدراجة عند باب المنزل ، و مع هذا فلم تآبه ماير أبدًا بل أنها وجدتها فكرة مناسبة للتصوير!

 .

بدون عنوان-20 بدون عنوان-21 بدون عنوان-22

 .

في فترة لمدة 8 أشهر كانت ماير قد استأذنت رئيسها في العمل عندما عملت بمكان لصنع الأزياء للسفر حول العالم ، من اليمن إلى الهند ، بانكوك ، مصر و حتى أمريكا الشمالية ، بممفردها فقط تحمل الكاميرا معلقة حول رقبتها لتعود بآلالف آلاف الصور.

 .

بدون عنوان-23 بدون عنوان-24 بدون عنوان-25 بدون عنوان-26 بدون عنوان-27

 .

من أكثر الأشياء غرابة التي كانت تحتفط بها ماير هو أشرطة التسجيل الشخصية ، لتتحدث مع الغرباء بشكل منفتح ومنطلق وتتحدث عن بعض المواقف الشخصية!

 .

صوتها يرتفع وينخفض – تملك لحن في الحديث – أظن انها فرنسية – أظن أن أحدهم صقل لغته الإنجليزية حتى فقد لغته الفرنسية – لقد كانت ترفض الفصح باسمها-  طلبت مني أن أناديها سميث!

 .

الكثير من الآراء عنها و ووصف طريقة مشيها إلا ان العجيب أنها كانت تخبر كل عائلة تذهب لها بمناداتها باسم معين! وكل اسم يختلف عن الآخر. و قد وجد جون أيضًا أنها كانت تكتب اسمها بطرق مختلفة في أوراقها!

 .

متحفظة – طلبت مننا قفل حين أتت إلينا وقد كان أول طلب لها- عندما أتت قالت أنها قد أحضرت معها حياتها وكان ذلك مجازًا عن عدد الحقائب المهول لديها- لقد طلبت مكان لوضع أغراضها لكنها ملأت به الجراج الذي في الواقع يسع لسيارتين!

 .

راود جون تأنيب الضمير نوعًا ما عند نشر صورها وما إلى ذلك ، لكن آراء من عملت لديهم زادت الموضوع رهبة.

 .

لقد كانت متحفظة – لا أظنها تحب ذلك – لم تكن محط الاهتمام- لقد كانت كتومة جدًا – أظن بأنها توّد أن ينشر عملها لكن ليس في حياتها.

 .

سألهم جون عن عائلتها أو ماضيها ومع هذا لم يكن أحد يعرف لذلك قام بالبحث بنفسه ، ووجد أنها من مواليد نيويورك توفى والدها و عاشت مع والدتها التي أصلًا من فرنسا ليجد أن تاريخ 1949 و 1959 تحمل صور لقرية فرنسية بذات المكان ، قام باستخدام محرك البحث ليصل إلى النتيجة المرجوة و يقرر السفر إلى تلك الفرية بنفسه !

و في فرنسا

لقد كان الناس يتذكرونها لأنها كانت مختلفة جدًا – في الخمسينات الناس هنا كانوا يصورون عند العزاء و الزواج فقط – أنا آخر أبناء عمومتها

 .

و قد علم منهم جون بان لدى أمها أيضًا كاميرا رولفلكس وقد التقطت لطفولة ماير صورة أيضًا!

 .

بدون عنوان-28

 .

ولكن ما الذي استفاده جون من هذه الرحلة ؟

حسنًا لقد وجد جون رسالة من فيفيان بالفرنسية و تتتحدث عن معمل تصوير بفرنسا

 عزيزي سايمون :

أنا في غالب الأمر أنظر إلى صوري الرائعة التي التقطتها لشامبسور والتي أنت ضخمتها لتصبح بحجم البطاقات البريدية ، أحب النظر إلى هذه المناظر الطبيعية وتلك الصور تجعلني أفكر بك.

إليك معضلتي ، أنا أتسائل ما إذا كنا قادرين أن نتعامل معًا تجاريًا برغم المسافات التي تفرقنا ،  أريد أن أرى عملًا مثل عملك و أنا صعبة الرضا كما لاحظت بدون شك ، ربما أستطيع أن أرسل لك ألتقاطاتي كي تطبعها ، لدي أكوام من الإلتقاطات الرائعة التي صورتها من كاميرتي الرولفلكس الجديدة.

لقد خضت الكثير من تجارب التصوير عندما عدت أمريكا ، ومحاولاتي ليست سيئة إن جاز لي التعبير.

و عندما أقول أكوام أعني أكوام كثيرة حقًا.

وعلى تلك الملاحظة أنا لا أريد الورق بلمعان و أفضل شبه اللمعان ، استخدم نفس الورق الجيد الذي استخدمته أنت لإرسال صور البطاقات البريدية .

وأخيرًا أخبرني ماذا تظن بفكرتي هذه.

 .

حسنًا هذا الأمر أزاح عن كاهل جون الكثير ففكرة أن فيفيان تعلم بأنها مصورة محترفة وتود نشر عملها هون عليه وبدأ العمل مع معمل في نيويورك الذي قام بالطباعة

بشكل أسبوعي بمعدل ألف صورة.

بينما جون كان يحمض أفلام الأبيض و الأسود .

لقد كان العمل في مجمله معقد و صعب لأن هناك محاولة وحدة للقيام بتحميض هذه الصور وإلا فسوف تتلف ، لقد كان الأمر مدهش!.

قام صاحب المعرض بالعمل مع جون و قد وصل معدل الصور إلى 30 ألف ! ، وبالنسبة لصاحب المعرض فقد كانت فيفيان ماير أكثر المصورين داعيًا للاهتمام.

مما قيل عنها:

 .

خطواتها كبيرة جدًا ومشيتها كالمشية النازية و قد كانت تحرك ذراعها بالمشي و تصور كل كل شيء

كانت تتطفل  ، كانت تحب قراءة الصحف ،تحب العناوين الرئيسية التي تظهر حماقة الأفراد ، كان بها جانب مظلم  ، كانت تسخر مني طوال الوقت ،  كانت تجبرني على الأكل ! ، كانت تقفز للخلف خائفة من رجل ، غرفتها حرفيًا كانت ممتلئلة من الأسفل إلى الأعلى ، كانت تدريجيًا تصبح منعزلة أكثر.

بدون عنوان-28 بدون عنوان-29 بدون عنوان-30 بدون عنوان-31 بدون عنوان-32 بدون عنوان-34 بدون عنوان-35

 .

لقد توفّت ماير في 2009 ، ومن بعد وفاتها حصدت الكثير من الاهتمام التي لم يكن لها في حياتها ، توفت كما كانت تعيش وحيدة و غريبة أطوار كما يُقال.

الحديث كثير عنها لكنني شخصيًا أرى أنها إنسان طبيعي متناقض يحمل بداخله كلًا من الجانبين الخير و الشر ، كما أنني رأيت الكثير الكثير من التقاطتها والتي هي بحد ذاتها غذتني بصريًا بشكل مدهش جدًا.

 .

لم أتخيل يومًا ما بأني سأشاهد صور تعود إلى الخمسينات وتحمل في طياتها التعابير بأنواعها ليصل الشعور تمامًا إلى قلبك . في العالم اللحظي و آلاف معدات التصوير الرائعة و الإضاءة بأنواعها و كل ذلك ، لم أرى حقًا أي مانع من أن تكون ماير من أعلى المصورين الذين عرفتهم بأقوى المعدات ، الحس الفني لديها عالي جدًا و مدى الموهبة فيها مذهل ، و الرائع بنظري ثقتها بمدى احترافية صورها .

 .

عمومًا هنا ألطف بورتريه لها بنظري:

بدون عنوان-36

كل الصور هنا و الحديث من قراءتي عنها ومشاهدتي لوثائقي أيضًا يحكي قصتها.

المقالة السابقة
المقالة التالية
أضف تعليق

12 تعليق

  1. مقالة جمممميل

    رد
  2. ادمنت مشاهدة تصوير هالانسانه
    اختياراتها تجذب
    شكرا لموضوعك المتكامل

    رد
  3. دخلت جو وانا اقرا 💓 اول مرة اسمع عنها.. تو ابحث بصورها فناااانة ما شاء الله تبارك الله

    يعطيك العافيه حنان موضوع مثير وشيق

    رد
    • مره مُعجبة بتصويرها أنا .

      ولما شفت الوثائقي انبهرت أكثر و أكثر ، كمية تغذية بصرية عجيبة.

      شاكرة لك لطفك أريج

      رد
  4. مقال رائع ، ممتع جداً ..

    حقيقي استمتعت بقراءته ، أول مره اعرفها

    حبيت التقاطاتها ..

    لديها حس فني و نظرة جميله للاشياء وتوثيق اللحظات ..

    ممتنه جداً حنان ..

    جولزا 💙✨

    رد
    • جولزا!
      أنا اللي ممتنة لقراءتك💞

      فعلًا مثيرة للاهتمام شخصيتها وصورها ملهمة جدًا.

      رد
  5. W e j d a n

     /  نوفمبر 12, 2016

    رااائعة بالفعل

    رد
  6. حقيقي دخلت جو و أنا أقرأ مثل ما قالت أريج
    حسيت إني أفكر و أعمل مع جون
    مقالة رائعة و مدهشة و يكفي إنها عرفتنا على هالفنانة

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

  • الأرشيف

  • Goodreads

  • تحديثات تويتر