فبراير ٢٤: يا مرحبا

أهلًا وسهلًا،

آمل أنكم بخير وعافية، تدوينة فبراير أخيرًا.

الحمدلله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كانت أسبوعين عصيبة بعد شهرين ونصف من التحضير والإعداد للاختبار وبعدها انتظار النتيجة. الحمدلله، الحمدلله، الحمدلله، رغم أن النية قائمة بإذن الله أن أحتفل مع عائلتي، إلا أنني احتفلت هنا أيضًا : ). أو بالأصح أقمت احتفالات عديدة صغيرة، خلال فترة التحضير كانت تجتاحني مشاعر وأفكار، تعصف بي طول الوقت. لذلك قمت بتصوير المكان ونفسي عدة مرات، لأقاوم فكرة أنني لم أستعد بشكل كافي. ولا يخفيكم أنني بعد الاختبار لم أشعر بذاك الارتياح لأسباب عدة، لكنني كنت أقاوم الوقت بالدعاء، بالمشي، بالدموع، بالرفاق والأحبة.

تمضي الأيام المنتظرة ثقيلة على القلب، لكنها تمضي! لذلك كنت أسعى جاهدة لأن أقوم بأشياء أحبها، وأحاول التنزه في أماكن جديدة، أو تجربة مخابز مختلفة، كما جرت العادة. لكن هذه المرة السبب يختلف. كنت أحاول ألا أدع كل فكرة عابرة تسيطر على مزاجي. هي مجرد فكرة، لم علي تصديقها!

كان شهرًا طيبًا بفضل الله، أمطرت علينا أيامًا عديدة، وأعتقد أنني استوفيت علاقتي ومشاعري في كل مرة تُمطر فيها، بشائر وخير وسكينة تحفني في كل مرة. حتى الغروب خلال هذا الشهر كان آسرًا في كل مرة، كنت أستشعر لطف الله في كل شيء، كل شيء أراه حولي.

زرت مكتبة عامة جديدة، المكتبة صغيرة ولا بأس بها. لكن إمكانياتها رائعة تغطي كامل الولاية تقريبًا، تعطي صلاحية دخول أغلب المتاحف والحدائق مجانًا، والأهم تطل هذه المكتبة على بحيرة صغيرة وملاعب قولف. الحديقة الخاصة بالبحيرة جميلة وأشجارها خلابة، أصبحت مكاني المفضل في كل مرة أريد القراءة!

زرت مكتبة أخرى لتساعدني على العودة لمزاج الدراسة، كان تركيزي طوال الفترة الماضية على الاختبار الشامل، لم أكن حاضرة الذهن في أي محاضرة أخرى. المكتبة رائعة جدًا، كل تفاصيلها مذهلة، مليئة بخدمات مختلفة. والشمس تدخلها من كل اتجاه. موقعها استراتيجي كل الأماكن حولها ممتازة، سواءً مناطق للـHiking أو منازل أو محلات تجارية.

خططت لنزهة لجبل قريب مني، رغم أننا من بيئات مختلفة، ولا أحد فينا يتقاطع مع الآخر إلا أنها كانت نزهة مباركة ومسلية، تحدثنا عن اهتمامات كثيرة مختلفة وبشكل عشوائي، وبقينا لمدة أطول من المخطط لها لأنه كان اجتماع لطيف. لا أخفي عنكم أنه كانت نهاية أسبوع قبل الحصول على النتيجة ولم أكن متحمسة للخروج، خططت لها من فترة طويلة وكنت أظن أنه بوقتها ستكون النتيجة ظهرت، بالتأكيد الانسحاب ليس خيارًا فما جدوى البقاء بالمنزل إن كنت سأغرق بالتفكير فقط.

جربت Kayak لأول مرة وكانت تجربة مثرية ومضحكة ومبهجة للغاية، تعلمت أن أخلق روتين مختلف ليوم الأحد وقبل العودة للدراسة. وأظن أنها خطة جيدة على العموم. وحضرت حفل السعودية ليوم التأسيس أيضًا..شعور وطني سعيد!

احتفلت عدة مرات كما قلت سابقًا، احتفلت رضا واحتفلت شكرًا لله، واحتفلت بعد عناءٍ طويل، يشبه طريق سفر وعر ومرهق. طوال ديسمبر كنت أؤمل النفس، طوال يناير كنت أخفف عنها..، كانت أيامًا طويلة وثقيلة ومليئة، ويعلم الله محاولاتنا في كل مرة، ومع كل العوامل الأخرى التي تؤثر، نحن لا نستطيع عزل أنفسنا عن الحياة ومؤثراتها، كانت فترة تحمل الكثير والحمدلله على كل حال. بقيت آخر ٤ أيام أعمل كل شيء وأجدني عدت لأتفقد بريدي لعلّ رسالة وصلت، إلى حين اليوم الخامس، انتهت المحاضرة ومتوجهة لاجتماع، وتفقدت مرة أخيرة بدون أي توقعات هذه المرة، ولم يكن لي سوى البكاء فرحًا، “أفلا أكون عبدًا شكورًا” الحمدلله، الحمدلله، الحمدلله، الحمدلله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.

المقالة السابقة
أضف تعليق

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

  • الأرشيف

  • Goodreads

  • تحديثات تويتر