ترددت كثيرًا قبل كتابة هذه التدوينة، لأن عليّ كتابة تدوينة نوفمبر ولا أملك الوقت الكافي لها. ولأنني لا أعلم كيف سيكون مجرى التدوينة ككل. ولأنّ هناك أسباب صغيرة كثيرة لا داعي لذكرها. والسبب الذي دعاني من جديد للكتابة هو أنني أنهيت مهامي وخرجت للبلكونة والطقس معتدل يميل للبرودة، وقررت أن أقضي بعض الوقت هنا، فلم لا نكتب؟ : )
من سنة لسنة وبيوم ميلادي، غالبًا ما أكتب لنفسي عدة أمور، رأيت أثرها في حياتي مجملًا أو كان تركيز السنة عليها بشكلٍ أو بآخر. وأظن أنه يغلب على القائمة بعض التكرار. أضيف إليها رسائل طمأنينة لذاتي وبعض التذكير. واليوم؟ أنا لست هنا بصدد مشاركة القائمة. لكنني أحب فعلًا فكرة مراجعة الذات، تتداخل السنين والتجارب، وأرى أغلب الأمور بفترات ممتدة من عمري وآثرها علي. مالذي أريده؟ كيف تغيرت رؤيتي للأمور؟ مثير للتعجب كل هذا.
مثلًا أتذكر كيف كنت أخاف من فكرة الكبر بالعمر بشكل مضحك. من الممكن أن أعود لذلك، أعني لا أحد يعلم كيف نتغير. ولكنني اليوم فعلًا أحبّ أنني أرى أثر الوقت والتجارب عليّ كشخص. كيف كنت وكيف صرت وكيف أتغير. رغمًا عننا أمور كثير تحدث، وتُحدث فينا ما تُحدث.
أؤمن بأنّ فلترة الأفكار مهمة، وتقليل التعرّض لها كذلك. من سنين وأنا أحاول تقليص الزخم المعلوماتي بوسائل التواصل خصوصًا. أظن لهذا السبب أحذف التطبيقات أيضًا من فترة لفترة، وتروادني فعلًا فكرة إلغاءها للأبد.
أؤمن أيضًا بأن نمط حياتنا وعاداتنا ومافعله بشكل يومي هو تشكيل لما نصير إليه، حتى في ردود فعلنا وتفاعلنا مع الأحداث حولنا، كل هذا يشكل الشخص الذي سنكون غدًا وبعد غد. الاستمرارية تحدث التغيير، ومن هنا أستغرب ممن لا يسعى لإحداث تغيير معين بحجة أنه لا يستطيع مثلًا. الفكرة ببساطتها تعوّد. أعني ربما نحن كسولين في بعض الأمور، لكن السعي للوصول والمحاولة تستحق.
في مرات كثيرة أنظر لما كنت عليه، وأعرف يقينًا بأنّ لطف الله كان يحفني. وإلا لما كنت أنا اليوم. أتذكر جهلي الشديد في مواقف معينة ولا أعرف فعلًا كيف نجوت، لولا رحمة الله. ومن هنا وفي كل سنة أكتب فيها أحاول تذكر أنّ كل شيء سيهون مع الله.
أحب الكتابة كما أقول دائمًا. أحبها لأنني فعلًا أرى نفسي فيها، وأفهمني أكثر منها. ولأنها أداة بسيطة رغم تأثيرها. أحب المشي، طاقة تتبدد وتجدد وذهن أصفى ومزاج أفضل دائمًا. الحركة بشكل عام وسيلتي الأولى، في توتري، وفي سعادتي وفي حين أجهل مالذيّ علي فعله. وأحبّ القراءة، أنا متأكدة بأن ربي أنعم علي بالكثير في هذه الثلاثة أمور. لطالما نيرت بالي فكرة ومفهوم وأمر جديد ساعدني لأفهم أكثر.
أحبّ صنع وجبة لذيذة في نهاية يوم حافل، أحب أن أستشعر نعمة الأكل في كل لقمة، أعني آه الحمدلله فعلًا : )
أحبّ أصدقائي كثيرًا. الذين أعلم بوجودهم. أثق بذلك. أحب شعور أنني منعم بالأصدقاء، وأنني لهم كما هم لي. في كل وقت وفي أي حال. وأحبّ فكرة التعلم، باختلاف مايمكن تعلمه. أن أتقن مهارة جديدة، أكاديميًا أو في الحياة، لايهم. شعور أنني على قيد الحياة. ممتع. أحبّ من ذلك على قلبي هو مشاركة ذلك، وإيصال الفكرة. أن أمد يد العون بما أستطيع.
أحب مع الوقت والعمر أن أفهم نفسي أكثر. من أكون، ما أريد وما أسعى له. تتغير الأولويات مع الوقت، وتتغير أمور عديدة على أثرها نحدد ذلك. لكن هذا أكثر شيء رائع في المضي مع الوقت.. إلى حد الآن على الأقل : ).
أحبّ أن أفهم ماهيتي بعيدًا عن كل شيء حولي، وأحب وقتي مع ذاتي أكثر من أي شيء. الوقت الذي أرتب فيه أفكاري ومشاعري وأنظم كل شيء. أن أعتني بذاتي داخليًا كما أعتني بها ظاهريًا. كيف يستطيع المرء الاهتمام بغيره إن لم يولّي نفسه ذات الاهتمام؟
أحبّ هذا السعي الحثيث فيني لأكون من أنا، أن أتعلم كيف أتقبل ضعفي كما قوتي. وأنّ موقفًا ما لا يحدد كيانًا كاملًا، وأننا لازلنا، نتعلم ونتغير ونحاول في كل مرة.
Saleh Naser
/ ديسمبر 4, 2021بارك الله فيك
امل
/ ديسمبر 14, 2021انت مرآة كثير من النساء
مُـتسع | ريمژ
/ جانفي 26, 2022نحاول في كل مرة. 🤍💌