صباح الخير جميعًا أينما كنتم ..
عدنا مجددًا، وعاد العمل و الدراسة من جديد ، صباح باكر ، أنشطة صباحية ، إفطار جيّد و ازدحام في الشوارع بشكل لا يُصدق.
حسنًا ، لا أعلم إن كنت أنا فقط من يلحظ هذا الزحام بالفعل ، لكنني فعلًا أرى شوارع جدة تختنق. نمر بأحياء مختلفة مع حافلة الصباح ، و أرى الكثير من السيارات المتعددة بركّاب من أعمار متفرقة أيضًا ، و أظل كل يوم أحاول أن أنسج لهم حكايا ، في محاولة مني لأن أنسى هذا الزحام و أنني قد أصل متأخرة .
هذه شاحنة و أظن أن عملها قد بدأ، و هذه السيارة تحمل طفلين أقل من أن يكونا في المدرسة و على أغلب الظن أنهما في الروضة أو الحضانة لأن كلا الوالدين يعملان ، و هنا حافلة أخرى تحمل شعار شركة و تنقل من الموظفين ما يجعل كلٌ منهم يجلس على مقعدين على الأقل بدون أن يشاركه فيها أحد و مع ذلك لا أحد يبدو بأنه سعيد بهذه المساحة أو مبتسم .
في الأزقّة ، يوجد الكثير أيضًا ، طلاب المدارس و الطالبات هنا جميعهم يسيرون على أقدامهم للوصول إلى المدرسة ، و مع أننا كثيرًا ما نمر بهذه الأزقة إلا أنني لم أرى بعد المدرسة التي يقصدون ، يبدو لي أنّ هؤلاء أصدقاء يغادرون من منازلهم سويًا و يتشاركون الأحاديث ، يقفون دائمًا عند محل فطير ، محل ضيق لا أظنه يتجاوز المترين في متر ، بداخله فقط ثلاجة للمشروبات و أما عمل الفطير فهو خارج المحل ، على صاج أسود يطير هذا العجين و يعود ، و مع صغر حجم المحل و ربما عدم وجود لافتة سحرية له ، إلا أنّه غالبًا مايكون مزدحم و يجلس أمامه الكثير من الطلّاب لتناول إفطارهم على ما أظن. و الذي يدعونني كثيرًا لأتساءل عن طعمه وما إن كان شهيًا لهذا الحد.
بالطبع لا أخفي عليكم أنني أتساءل منذ متى تغيّر نظام المدارس ليصبح التأخير لهذا الحد مسموح ، الساعة تتجاوز السابعة و النصف ، و أنا مازلت أراهم يتجولون ، المكان هناك مخيف . للأمانة.
لكن الفتيات الصغيرات منهم و الكبار حتى يمشون في الأرجاء و كأن الحي بأكمله بيت لهم ، لا أرى بالغين أبدًا في الجوار ، فقط هؤلاء الصغار في كل مكان ، بحقائب خلف ظهورهم و أحاديث جمّة و اصطفاف لدى محل الفطير ، و الذي من خلال مرورونا بهذه الأزقة كثيرًا اكتشفت أنه هناك الكثير منها بنفس الهيئة حتى . و نفس الازدحام.
هنا في الأزقّة ، تستيقظ الشمس عندهم من بين البيوت ، تحاول نشر الدفء و الضياء ، كما تنشر هذه الأبواب أطفالها في الأرجاء.
ماذا بعد ؟ نعم الخروج لطريق الجامعة الرئيسي يصادفه أيضًا محل صغير بنفس الهيئة و لكن هنا لبيع السندوتشات فقط ، يوقظني صراخ الطالبات – معي بالحافلة- ، و هم يتساءلون كيف لهؤلاء الطلاب القدرة على التأخر عن المدرسة و نحن الآن على وشك التأخر عن محاضرة الساعة الثامنة التي يشتمها الكثير ممن معي.
مالدافع؟
هذا السؤال مع كل المناظر الصباحية و التي إن لم أجّد وصفها متأكدة بأنكم ترون الكثير منها في صباحاتكم ، مالدافع وراء كل هؤلاء الأشخاص للاستيقاظ كل يوم صباحًا ، للذهاب إلى العمل ، للقيام بكل ذلك.
أعلم على الأقل دوافع من معي بشكل يومي (العمل-الدراسة و النجاح لرضا الوالدين – لقمة العيش- التخرج) كما يقولون.
ولكن مالدافع خلف كل هؤلاء ، إنني لا أخفي عليكم أنّ مثل هؤلاء الطلّاب أظن أن دافعهم اليومي هو الأصدقاء ولا أعلم لمّ ، لكنني أرى المشاعر الأكثر بهجة التي تعلوهم بصحبة أصدقاءهم ، ولم لا؟ أظن أن الأصدقاء كثيرًا ما يدفعون الشخص للأمام أو يسحبونه إلى الخلف.
حسنًا ، عملت استبيان بسيط جدًا ، لرؤية متى يستيقظ الآخرون باختلافهم ، ماذا يعملون ومالدافع.
قبل كل شيء ، في أي ساعة تستيقظ؟
و يبدو لي أن النسب الأعلى كانت من الساعة الخامسة صباحًا و إلى السابعة ، التبكير على العموم رائع دومًا ، و يسهّل عليك الكثير .
بعد ذلك مالحالة الوظيفية لمن شارك في الاستبيان؟
وهنا أغلب المشتركين طلاب / طالبات.
أخيرًا ، مالدافع لاستيقاظك في الصباح بشكل يومي؟
سأشارككم بالطبع ماليس مكرر فقط.
بدون سببالحياةالدراسةالجامعة وفي أوقات الاجازات فقط الحاجة الى جو لطيف.الخلوة بالنفس والاسترخاءالنجاحهدوء- شمس- فطور- رياضه- محد في البيتالصلاةالتعلمالدوام 🙂الدوام والغيابات المحسوبه
الاصدقاء
حب الصباح وأكمال مهام ومتطلبات الحياة
شوفة ماما ..
أداء التكاليف المطلوبة مني
المستقبل
هنا ردود المشاركين ، و بعض الردود كانت تحمل جوابين كالصلاة و الجامعة و نحوها .
باختلاف الدوافع ، و الأهداف و التحديات ، يُصنع هذا الإنسان . إنّ جلَّ ما أتمناه عند رؤيتي لهؤلاء الأطفال في كل يوم عند ذهابهم إلى المدرسة ، هو معلمين جديرين بهذا الحماس منهم ، هو أصدقاء يدفعونهم إلى الأمام منهم ، هو أي شخص يغرس فيهم حب العلم ، و التعلّم و الشغف نحوه.
دمتم بخير يا أصدقاء ، أتمنى لكم صباحات عظيمة أيًا ما كان دافعكم اليوم نحو الاستيقاظ ، أتمنى أن يكون جميلًا و مبهجًا لكم ، يعينكم على تحمّل ما ترونه ، و يساعدكم لتحقيق المزيد مما تحبون!
molta7ad
/ فيفري 5, 2016سؤال وجودِي 🙂 هذا السؤال وأمثاله يلحون علَي في فترات الاكتئَاب 😦
سؤال صعب وجوابَه صعب للأمانَة! لأن حتى أجوبته محتاجة سؤال لماذَا؟
تدوينة رائعَة كالعادة، أحب الاستبيانات اللي تسوينها حنان ❤
حنان
/ فيفري 5, 2016حلاوة الأسئلة تخلينا مفكر، رغم صعوبتها زي ماقلتي أحيانًا
سعيدة بقراءتك دائمًا
Khadija alsamti
/ فيفري 29, 2016رائعة ياحنان اعتقد انني ظننت اني الوحيدة القادرة برؤييتهم هكذا في ذاهبي للجامعة ايضا حتى انني ادقق في تعابير وجههم ومن اجمل المصادفة اللتي رأيته بينما الزحمة تعم الشارع اب ييغطي الشيب راسه ولحيته الطويلة تدل على الوقار ،احد يداه تمسك المصحف والاخرة ممسك الدرسكون بها وابنه الذي لايتجاوز عمره ال9 سنين يردد وراه الايات القرآنية لا اعلم مالغريب في هذا المنظر ولكن تأثرت جدا به مشاعر حب واستعطاف وربما لانه يعيدني الحنين لطفولتي وتعليم ابي حينها لي لاني كبرت وفقدت هذه الطقوس الان
♥
حنان
/ فيفري 29, 2016الله ❤️.
كل المشاهد الصباحية حياة و حب.
Zainab
/ مارس 14, 2017يا جمال وصفك للأطفال و الشوارع
Abeer
/ أكتوبر 7, 2017اغرق بداخل كلامك اللطيف حقاً مغرمه بمدونتك وحديثك اللذي لايٌمل، احبك❤️