
أهلًا وسهلًا، كم لبثنا؟ أكملت مدونتي ١٠ سنين! أنا نفسي أتذكر آخر احتفال بها كان بالأربع سنين، سعيدة لأنني رغم كل ماراودني بقيت هنا. أتذكر أول تدوينة كانت عن السنة التحضيرية، كانت تجربة مختلفة وأول ماخطر على بالي هو “مادمت أستطيع مشاركة التجربة ومساعدة الغير فلم لا؟”
هذا ليس موضوع التدوينة لليوم، لكنّ الأمر أبهجني جدًا. كيف مضت أيامي؟ كلا الشهرين اجتماعيين بامتياز، في الغربة يختلف روتين حياتي تمامًا رغم وجود الرفقة الطيبة الحمدلله، لكنني هنا بين كل الأهل والأصدقاء. بين مشاركة الهموم والأحلام وحضن ووجبة وضحك بلا سبب. فقط لأننا سويًا، هذا الأمر مختلف جدًا عن أيامي الدراسية. لكل فترة أمورها وعلينا أن نستمتع بما بين يدينا صحيح؟
لديّ قائمة بالقراءة، وقائمة بالألعاب، وقائمة لمحتوى يُعد. لدي الكثير من القوائم للعمل عليها، لكنني أعطي كل أولويتي للعائلة، أحفادنا وأسرتي وكل قريبٍ حبيب. أعرف أنّ كل شيء بوقته، وأعلم أنني أفتقدهم كثيرًا هناك، لذا متى ماسنحت الفرصة للتواجد معهم، لا أقول لا أبدًا. كانت أيام عيد بضع منها، سررت بلقاء من أحبّهم. لا أصدق كيف تأخذنا الأيام وتمضي بضع سنين دون لقاء أحدهم. أعرف أن التكنولوجيا سهلت لنا كل شيء، لكن لا شيء حقيقي مثل أن تكون أمام من تحبهم، لا شيء حقيقي مثل شعور التواصل وجهًا لوجه، أن تستطيع عناقهم والحديث معهم عن كل مايهم ومالا يهم. مع ذلك، تخلل أيامي الكثير من الاجتماعات، أحاول ألا أجعل هذا يعيق سير الأيام، بحكم اختلاف التوقيت فعلًا أغيّر من مشاوير كثيرة لذلك. ييسرها الله بحوله وقوته.
تخبئ لنا الأيام أمور كثيرة، ونحاول عيشها برضا وسلام. وبين هذا وذاك، نحن لا ننسى من هم بجانبنا، من نشعر بحبهم وقربهم. سنحت لي الفرصة أن أحتفل مع ذاتي احتفالًا بسيطًا منعشًا لأمور تمّت بفضل الله. أحبّ مشاركة البهجة، لكننا في بعض الأحيان علينا أيضًا مشاركتها ذواتنا، أن نتفكر فيما نحن عليه. وتمضي الأيام. كل شيء يمضي، آمل أنها بخيرٍ معكم كذلك.


م. طارق الموصللي
/ أوت 3, 2023يبدو أن هناك الكثير لتدّونيه لنا. صحيح حنان؟ 😉
سُعدت بتمسكك باللقاءات الحقيقية والتواصل الدافئ😌