٢٠٢٣: يوم الميلاد

أهلًا وسهلًا بالجميع، كيف حالكم؟ 

هنا تدوينة يوم الميلاد، أحب ديسمبر وأحب يوم ميلادي أحب فكرة أن أتفكر فيما أنا عليه اليوم في ما كنت عليه بالأمس وكيف تغيرت الأولويات وتجددت أهداف واختلفت أمور كثيرة.

هنا حنان من جديد أو بالأصح هنا حنان بشكل أفضل بكثير بفضل الله. لقد كانت سنة طويلة ومليئة ومختلفة سنة لم أتخيلها ولا مخطط لها بالشكل هذا لكنه الله أكرمني بتيسير أمور كثيرة وأعانني عليها فالحمد لله من قبل ومن بعد والحمد لله على كل حال. شخصيا لا أفضل كتابة تدوينات يوم الميلاد قبل أن أنهي التزاماتي، وبحكم أن الفصل الدراسي لم ينته بعد فوقتي جدًا ضيق، لكنني لا أستطيع ألا أكتب في هذا الميلاد على وجه التحديد. 

لقد تساءلت عن أمور كثيرة طيلة حياتي، فكرت في جوانب مختلفة لأفهم الكثير مما يحدث معي، وآمنت أننا قد لا نعي في كل مرة كل الحكمة خلف أقدارنا. ولكنني آمنت أيضا بأن اللطف الله كان يحفني في كل أمري، حينما يسر لي ما لم أتخيله، وسخر لي ما لم أحسب حسابه، وأكرمني في كل خطوة خطوتها، لقد رحمني حينما منع عني أذى كنت أسعى له من غير قصد، وحفظني في كل مرة أخذني فيها الخوف. سبحانه ربي. 

ما زلت على العهد كما كنت أتعلم واستكشف وأجرب وأشارك كل هذا مع من أحب، ما زلت أجد في نفسي معنى التجدد والحياة والحب. ما زلت أسعى لأن أساعد وأعين وأحاول بما بيدي. قد تقرأ هذه التدوينة وأنت لا تعرفني لا تعرف ما يحدث معي وما قد مررت به وما أسعى إليه، وكل هذا لا يهم، المهم إنني آمنت حقا بأن الله معي وأن هذا يكفي. قد تتغلب علينا مخاوفنا أو حتى أفكار تعصف بنا لكن كل هذا يزول بمجرد أن تتذكر بأن الأمر كله بيد الله وأنه سبحانه أرحم الراحمين. 

احتفل بي بعض الزميلات قبل ميلادي بيوم، ووصلتني رسائل صديقاتي مبكرًا. ورغم أنه أمر بسيط إلا أنني اسع استشعرت فيه كيف حفني الله بحب الكثير، وكيف بفضله أنعم علي بعلاقات طيبة كانت لي سندًا ودعمًا ودافعًا في كل أيامي. إنها نعمة عظيمة أن تشعر بالحب فعلًا. سقطت مني سهوًا تدوينة العام الماضي، صدف أنني كنت بالوطن، الكثير من الحب غمرّني والكثير من الورد والهدايا، رغم أنها كانت فترة مليئة بالعمل.

أقتبس من تدوينة سابقة

“أحب الكتابة كما أقول دائمًا. أحبها لأنني فعلًا أرى نفسي فيها، وأفهمني أكثر منها. ولأنها أداة بسيطة رغم تأثيرها. أحب المشي، طاقة تتبدد وتجدد وذهن أصفى ومزاج أفضل دائمًا. الحركة بشكل عام وسيلتي الأولى، في توتري، وفي سعادتي وفي حين أجهل مالذيّ علي فعله. وأحبّ القراءة، أنا متأكدة بأن ربي أنعم علي بالكثير في هذه الثلاثة أمور. لطالما نيرت بالي فكرة ومفهوم وأمر جديد ساعدني لأفهم أكثر. 

أحبّ صنع وجبة لذيذة في نهاية يوم حافل، أحب أن أستشعر نعمة الأكل في كل لقمة، أعني آه الحمدلله فعلًا.أحب مع الوقت والعمر أن أفهم نفسي أكثر. من أكون، ما أريد وما أسعى له. تتغير الأولويات مع الوقت، وتتغير أمور عديدة على أثرها نحدد ذلك. لكن هذا أكثر شيء رائع في المضي مع الوقت..
أحبّ أن أفهم ماهيتي بعيدًا عن كل شيء حولي، وأحب وقتي مع ذاتي أكثر من أي شيء. الوقت الذي أرتب فيه أفكاري ومشاعري وأنظم كل شيء. أن أعتني بذاتي داخليًا كما أعتني بها ظاهريًا. كيف يستطيع المرء الاهتمام بغيره إن لم يولّي نفسه ذات الاهتمام؟ 
أحبّ هذا السعي الحثيث فيني لأكون من أنا، أن أتعلم كيف أتقبل ضعفي كما قوتي. وأنّ موقفًا ما لا يحدد كيانًا كاملًا، وأننا لازلنا، نتعلم ونتغير ونحاول في كل مرة.”

 

لقد كتبت سابقًا عن أكثر الأمور ملاحظةً أنها حسنت من جودة حياتي، لكنني أريد فقط أن أكتب بشكلٍ عام، أنني سعيدة بكتابة ما أصل إليه كل فترة، لأجد أن القيم الأساسية يزيد إيماني بها لا تتغير، من الجيّد أن يملك المرء ثوابت في حياته، قيم حقيقة وصادقة تعكس شخصه وأصالته، أليس كذلك؟

  • العلاقة بربي: فوق كل أمرٍ كان. وبكل شكل، بالدعاء والذكر والسعي الحثيث إليه، بتعليق كل أمرٍ دنيوي بغاية أخروية، نحن نتقوى به ومن عبادته نستمد معنى حياتنا.
  • العلاقات الطيبة والحقيقية، كل شعور فعلي بالحبّ والدعم والصدق يمدّك ويدفعك ويقويّك. له الحمد ربي حين يسخرّ لنا خلقه ويسخرنا لهم. وهنا أريد أن أؤكد على أهمية أن تسعى لعلاقات طيبة في حياتك، تعينك وتكن معك، مهاراتك الاجتماعية وطرق التواصل، وفهمك لكل هذا سيساعدك، العلاقات مفتاح طيب لحياة طيبة. لا شيء يأتي من فراغ، نعم علينا السعي حتى في علاقاتنا الاجتماعية، نستمع ونتعاطف ونكون معهم وحولهم. نحن إنسان، نحتاج لذلك وجزء لا يتجزأ من طبيعتنا، لكن ليس من السهل أن نملك علاقات طيبة بلا جهد، كل سعي نسعاه في الحياة يعود لنا بنفع، وكل استثمار نقوم به في ذاتنا نرى أثره بحول الله، استثمر بعلاقاتك، ليس لمنصب دنيوي ولا لأمرٍ معين، لكن لحاجة طبيعية فينا كإنسان.
  • التعليم: ليس تعليم الشهادة حصرًا، تعلم ما ينفعك دنيا وآخرة، استزد فيما تحبّ وفيما يسهل عليك حياتك وفيما يجعلك بمزاج أفضل، وفيما يعينك للاهتمام بنفسك وصحتك، التعلم نعمة جليّة. أنت تستحق أن تسعى لأن تكون في حال يليق بك، بأن تزيد من وعيّك حول ماتريد، وأن تقوم بذلك لنفسك.

 

إننا نزهّر كلما عرفنا نفسنا، كلما زاد اهتمامنا، وكلما فهمنا قيمتنا الفعليّة، نحن نسعى من أجل أن نكون في حالٍ أفضل في كل مرة، وهذا يعني ألا نعيق نمونا بأي أمرٍ لا يدفعنا للتقدم، هذه إحدى جماليات العمر، تزيد معاييرنا كلما استثمرنا بذاتنا، ويصعب علينا تقبّل مالا يليق بنا ويزيدنا. نحن نتعلّم قيمة الوقت والطاقة، في كل مرة نتحسن فيها، وننظر إلى الوراء، يالله! الحمد لله فعلًا، الحمدلله حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.

 

 

 

أضف تعليق

تعليق واحد

  1. أفاتار م. طارق الموصللي

    جديرٌ بالعالم أجمع أن يحتفل بشخصٍ مثلك حنان 🙌

    رد

اترك رداً على م. طارق الموصللي إلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

  • الأرشيف

  • مدوّنات أخرى

  • Goodreads